بيروت - لبنان

اخر الأخبار

8 شباط 2019 12:02ص ثمار الحول الفكري

حجم الخط
لا أقصد بهذا الكلام أن أكون ضمن تلك الأصوات التي تطالب بهدم الماضي والتشكيك فيه..، ولا أقصد أيضاً الأصول والثوابت التي لا مجال للاجتهاد أو للتجديد فيها.. ولكن أعني بالدرجة الأولى تلك العقلية التقليدية المتحجرة التي سادت في كثير من مجتمعاتنا الاسلامية وهي ترفض كل الرفض مجرد التفكير بأسلوب جديد في التفاعل مع كتاب الله وسنة النبي..؟!
ودعوني أيضا أتصارح معكم فأقول أن كلامي هذا ليس من باب الاستفهام .. بل هو من باب الاستنكار بعدما انحدرت غالبية الأحوال والأفكار والأعمال من حولنا وأصبحنا لا نرى إلا الإساءة..؟!
أليس من الواجب علينا أن نأخذ تراث السابقين لنا بكل ما قدموا من إبداع وعلم وتميز وابتكار كأرض خصبة نرمي في ترابها بذور علوم عصرنا لنصنع لأبنائنا - كما صنع السابقون لنا – مستقبلا ندعو اليه ان يكون مشرقا..؟!
فكيف نحقق هذا الرقي إن كنا أصلا لا نملك تلك البذور، ومع ذلك ننتظر أن تخرج ثمار التقدم لأبنائنا وأحفادنا في المستقبل..؟!
وكيف السبيل إلى ذلك ونحن نرمي كل ملوثاتنا في تلك الأرض ثم ندّعي أنها غير صالحة للزراعة..؟!
إنها ثمار «الحول الفكري» الذي أصاب علاقتنا بديننا الحنيف فصرنا غير أوفياء للماضي.. وغير عاملين في الحاضر.. ومحبطين بشأن المستقبل... والأنكى أنه فوق الغدر والتكاسل والإحباط .. لم نحسن سوى عادة «مصمصة الشفاه» أسفاً على ما وصلنا إليه..؟!
أتعلمون - أيها الرافضون لتجديد التفاعل مع ديننا الحنيف – أين هو موقعنا اليوم في ظل هذا «المهرجان الجنوني» الذي نعيش فيه..؟!
إننا الأوائل.. في عبارات الشجب والاستنكار والتنديد..؟!
والأوائل.. في التشكيك بكل من يعارض أو يجادل أو يسعى للتغيير..؟!
والأوائل.. في ابتداع الدعاء كأسلحة لمحاربة لكل فساد..؟!
والأوائل.. في شتم المتآمرين الذين تغلبوا علينا...؟!
والأوائل.. في إرساء معالم التنكر لكل ما بناه أجدادنا من علوم..!؟
وأيضا الأوائل.. في الجلوس والقعود وعدم السعي لأي شيء في أي مجال..؟!
ولذلك نحن نحارب الظلم... بروائح العود والصندل والعنبر...؟!
ونواجه الجهل... بعصبية مقيتة هي أشد جهلا..؟!
ونداوي الأمراض... بالحبة السوداء وببزر الكتان..؟!
ونتعامل مع ركودنا... بنظرية «وهم الانتصار» التي احتلت الصدور..؟!
وبألف نعم أقول... سنبقى «الأوائل على طريقتنا» إن لم نسع بكل جهد لإعادة صياغة العقول حتى تحسن التفاعل مع كتاب الله وسنة النبي..
أيها الأوائل الأفاضل..؟!
إن هذه الدنيا في ديننا ميدان السعي للفوز بالآخرة {وَمَنْ أَرَادَ الآخِرَةَ وَسَعَى لَهَا سَعْيَهَا وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ كَانَ سَعْيُهُم مَّشْكُوراً}.. فكل العجب من قوم قعدوا عن السعي وهم ينتظرون الفوز..؟! 
  
bahaasalam@yahoo.com