بيروت - لبنان

اخر الأخبار

27 نيسان 2020 12:00ص جبر الخواطر بقضاء الحوائج

حجم الخط
إن في الإسلام قيما إنسانية رائعة... وفيه مواعظ حضارية رائدة.. تحترم إنسانية الإنسان... وترفع من شأنه... أيا كان لونه... وأيا كانت لغته... وفي أي من بقاع الأرض موطنه... وأيا كان اعتقاده... وبأي كان إيمانه...

وهذه القيم الإنسانية الحضارية... ساهمت عند تطبيقها برفع شأن المجتمع الذي طبّقها... وأعلت من مكانته... وزرعت المحبة والمودّة في قلوب الناس... وأرست قواعد التضامن فيما بينهم... وجعلت منهم مجتمعا مثاليا يعيش تحت عباءة الاحترام والتقدير المتبادلين.

وهذه القيم لا يتسع المجال لعدّها... وهي تندرج تحت عناوين كمثل إلقاء التحية... والتبسّم في وجوه الناس... ودفع الأذى عن الطريق... وغض النظر إلى أعراض الآخرين... والإحسان إلى الفقراء من خلال صدقة السر... وجبر خواطر المكسورين وقضاء حوائجهم... وإغاثة الملهوف... واللائحة تطول.

وقمة العبادة والطاعة... ان المبادر لتطبيق هذه القيم الإنسانية التي تبنّاها الإسلام... أن يفعلها بإتقان - وكما قال الرسول الأكرم محمد  صلى الله عليه وسلم: ان الله يحب إذا عمل أحدكم عملا أن يتقنه - وأن يفعلها بخضوع وخشوع... رهبة الوقوع في الرياء... وابتغاء وجه الله الملك الحق.

ومن أجمل ما في هذا الباب ما قاله حبر اﻷمة وترجمان القرآن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما: أربعة لا أقدر على مكافأتهم:

1- رجل بدأني بالسلام.

2 - ورجل وسّع لي في المجلس.

3 - ورجل اغبرت قدماه يمشي في حاجتي.

4 - فأما الرابع فما يكافئه عني إلا الله عزّ وجلّ قيل: ومن هو؟ قال رضي الله عنه: رجل نزل به أمر فبات ليلته يفكر فيمن يقصده ثم رآني أهلاً لحاجته فأنزلها بي..

وقال ابن القيم تعليقا على ذلك: «إن في قضاء حوائج الناس لذة لا يَعرفها إلا من جرّبها، فافعل الخير مهما استصغرته».

لقد أدرك كبير علماء الأمة الإسلامية سيدنا عبدالله بن عباس رضي الله عنه أن إغاثة الملهوف وقضاء حوائج الناس قيمة إنسانية رائدة قد أكرم الله المقصود بها وسخّره لقضائها وان الجزاء الكبير على هذه الطاعة لا يمكن أن يسدّده بشرّ بل الجزاء الأوفى هو عند الله سبحانه وتعالى.