بيروت - لبنان

اخر الأخبار

24 آذار 2018 12:03ص حول شهر رجب

حجم الخط
الشيخ أسامة حداد*

شهر رجب هو شهر الله الحرام وهو أحد الأشهر الأربعة، ويسمى رجب الفرد لأنه منفرد عن باقي الأشهر الحرم وهذا الشهر إختاره الله أن يكون إسراء النبي صلى الله عليه وسلم ومعراجه فيه في ليلة السابع والعشرين من رجب، إختار الله عزّ وجلّ أن يكرم الرسول صلى الله عليه وسلم برحلة أرضية من مكة إلى القدس ورحلة سماوية من القدس إلى السماوات العلى، وهذا الشهر أكرم به الأمة الإسلامية من خلال نبيّها صلى الله عليه وسلم بفرضيّة الصلاة فالصلاة فرضت على المسلمين خمس صلوات فرضت في ليلة الإسراء والمعراج في ليلة السابع والعشرين من شهر رجب وهذا الشهر هو تحضير لشهر رمضان المبارك، وكان النبي صلى الله عليه وسلم كثيراً ما يصوم في هذا الشهر وفي شهر شعبان وهذا الشهر الكريم كان يسمّى رجب الأصّم لأن السيوف تهدأ به لأن القتال فيه حرام وهذا قصد الله عزّ وجلّ أن يكون شهر الأمان على المسلمين جميعاً ويتوقف القتل والقتال في كل أرجاء الأرض وفي أرجاء البلاد الإسلامية فيحلّ عليها السلام والأمان وتهنأ بالعيش براحة بال وطمأنينة.
لم يرد حديث صحيح في موضوع صيام أول يوم رجب أو ثاني أو ثالث يوم، ولكن من أراد أن يصوم فليصم السنّة، فالسنّة هي الإثنين والخميس، وليصم الثالث عشر والرابع عشر والخامس من كل شهر العربي والتي سمّيت بالأيام البيض لأن الليالي تبيّض بالقمر والبدر فيها، أما تخصيص أول يوم رجب للصيام فلم يرد نص صريح أو صحيح في ذلك، وإنما من يرد فليصم ليس إعتقاداً ولكن تطوّعاً لله عزّ وجلّ والصيام مطلق الوقت الذي الإنسان يستطيع أن يصومه إلا في أوقات الكراهة أو الحرمة. 
ولقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يصوم في رجب وشعبان حتى كان أهل بيته يظنون أنه لا يفطر وفي بعض الأحيان يفطر فيظنون أنه لا يصوم، فالصيام يصحّ في هذه الأيام وخاصة للمسلمين الذين عليهم قضاء أيام شهر رمضان الماضي فعليهم أن يسارعوا في قضاء أيامهم في هذا الشهر المبارك الفضيل قبل مجيء رمضان، فبعض الناس يهملون أنفسهم ويهملون هذا القضاء إلى قبيل شهر رمضان بأيام ويسرعون إلى المشايخ والعلماء، فالآن هذه فرصة نذّكر الناس بصيام هذه الأيام، أما صيام الهلة فإذا إنسان أحب صيام كل رجب لا مانع ولكن لا يريد الإسلام أن يشقّ الإنسان عن نفسه خاصة أنه يستعد لشهر رمضان الكريم.

* المفتش العام في مديرية الأوقاف الإسلامية