خسرنا في بيروت اليوم عالِماً كبيراً.. وخسرنا في لبنان جسرا وحدويا بين اللبنانيين.. وخسرنا في الأُمّة العربية والإسلامية قامة روحية وعلمية كبيرة.. وخسرنا في اللجان والروابط الشعبية والمنتدى القومي العربي ودار الندوة صديقاً غالياً قلّما غاب عن فعالية قمنا بها أو مبادرة أطلقناها...
إنّه العلامة المنير والمستنير القاضي الشيخ يحيى الرافعي (رحمه الله)، الذي كان حضوره في كل لقاء فكري أو ندوة ثقافية أو مناسبة وطنية وقومية إضافة نوعية وإسهاماً راقياً.. يسعى إلى تقريب القلوب وإضاءة العقول وتزخيم الارادات الجامعة...
لم يركب يوماً موجة طائفية أو معركة مذهبية، ولم يستخدم يوماً لغة عنصرية أو خطاباً تحريضياً.. مُدركاً أنّ الإسلام خصوصاً، والدين عموماً، جاء ليوحّد الناس لا ليزرع بينهم الضغائن ويُشعِل الفتن...
لذلك كان يُستقبل بكل احترام وتقدير حيثما يكون.. حاملاً معه زاداً فكرياً وأخلاقيا وإيمانياً كبيراً وإرثاً عائلياً ممتداً من طرابلس إلى بيروت إلى دمشق إلى بغداد إلى القاهرة إلى دول المغرب العربي.
رحم الله القاضي الدكتور يحيى الرافعي، وأسكنه فسيح جنانه، والعزاء لعائلته وذويه ولدار الفتوى ولمُحبّيه الكُثُر، ولكل الهيئات والمراكز التي كان فاعلاً فيها، لاسيما المركز الثقافي الإسلامي...