غيّب الموت أمس، القاضي الشرعي المتقاعد الشيخ احمد الزين، إثر رحلة طويلة من العمل الإنساني والديني، تركت صدى واسعاً، بعدما عمل طيلة حياته في خدمة الإسلام والمسلمين وتوحيد صفوفهم وجمع شملهم بحكمة وروية.
{ وفي هذا الإطار، نعى مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان القاضي الشرعي المتقاعد الشيخ احمد الزين، منوها بما قام به في مجال القضاء الشرعي وبمسيرته الحافلة بأعماله التي كانت تنم عن شخصية بارزة في مجال القضاء الشرعي متحلية بالخلق الرفيع والقيم السامية التي يدعو إليها الإسلام.
{ ونعى مفتي صيدا وأقضيتها الشيخ سليم سوسان أيضاً القاضي الشيخ أحمد الزين، قائلاً: «تخسر صيدا ولبنان والعالم الاسلامي برحيله قامة وطنية وعلمية ودينية كبيرة قدمت الجهد والوقت والعطاء من أجل الثوابت في مدينتنا وفي مقدمتها قضية فلسطين. ظل الشيخ أحمد الزين رحمه الله يدافع عن الوحدة الاسلامية ويسعى ويعمل دائماً من اجلها، وينبذ كل الفتن المذهبية والطائفية. عاش الرجل حياته ببساطة قاضياً عفيفاً ومات كبيراً في مدينته .رحمه الله واسكنه فسيح جناته.
{ كما نعى المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان «العالم المقاوم والحرّ البصير رئيس مجلس الأمناء في تجمع العلماء المسلمين قاضي شرع صيدا الشهير الشيخ أحمد الزين الذي شكّل رمزاً من رموز الوحدة الإسلامية ورابطاً وثيقاً لوحدة اللبنانيين وشراكتهم وسنداً قويّاً للمقاومة والخيارات الوطنية، والذي شارك بمحطات وأحداث هذا البلد وتاريخه وكان جزءاً من ضمير الإمام السيد موسى الصدر الوطني ورأساً في معركة تحرير لبنان ومقاومته الشريفة».
{ بدوره، نعى المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى، في بيان، الراحل مؤكداً أنّ «القاضي الشيخ أحمد الزين احتضن قضايا الوطن والأمة، فكان مثال العالم العامل لترسيخ الوحدة الوطنية والإسلامية و رائدا من روادها، اسهم في تعزيز التعاون والتواصل بين المسلمين واللبنانيين، داعيا الى صون العيش المشترك وحماية السلم الاهلي ، منفتحاً على الجميع داعيا الى حل الازمات والمشاكل من خلال الحوار والتشاور والتزام نهج الاعتدال».
{ أما الأمين العام لـ «التنظيم الشعبي الناصري» النائب الدكتور أسامة سعد فأشاد بـ»المزايا الشخصية الرفيعة للراحل، ومن بينها الصدق والتواضع والتسامح والابتعاد عن الطائفية والمذهبية»، منوهاً «بالمواقف الوطنية الناصعة للفقيد، وبالتزامه بقضايا الشعب اللبناني والأمة العربية، وفي طليعتها القضية الفلسطينية».
{ من ناحيته، أشار مجلس بلدية صيدا برئاسة المهندس محمد السعودي، في بيان، إلى أنّ الراحل «كان علما من أعلام المدينة وصوتا صارخا ومدافعا عن صيدا وقضايا الوطن، ولطالما حمل هم القضية الفلسطينية ومعاناة شعبها في وجدانه وضميره حتى آخر لحظات حياته».
{ واعتبرت حركة التوحيد الإسلامي في بيان، «فقدنا عالما ربانيا وفقيها جهاديا، ورمزا من رموز وحدة الأمة». ورأت في وفاته «خسارة كبيرة، فقد كان الراحل من رجالات الفكر المقاوم، ذو رؤية في زمن الضبابية وصاحب نظرة ثاقبة في زمن التيه والخذلان».
{ من جهتها، قالت حركة «أمل»، في بيان: «هوى علم من أعلام الإسلام، رافع راية المقاومة والجنوب، حيث إلتحق بالرفيق الأعلى واحد من رفاق الإمام القائد السيد موسى الصدر في جميع محطات جهاده. يغيب بالجسد اليوم العلامة المجاهد القاضي الشيخ أحمد الزين المؤمن الملتزم، والعابر للمذاهب والطوائف والذي أمضى سني عمره في خدمة الدين والإنسان والدفاع عن المقاومة في لبنان وفلسطين».