بيروت - لبنان

اخر الأخبار

12 تموز 2018 12:05ص دعوات لحملات توعية شاملة تمنع الألعاب الإلكترونية الخطيرة

كلّنا مسؤولون عن حماية الجيل من إلحاق الأذى بنفسه وبأهله وبمجتمعه..

حجم الخط
الألعاب الإلكترونية وسيلة للتسلية والمتعة، ولكن البعض يحوّلها إلى ألعاب قاتلة، "مريم" و"الحوت الأزرق"، هي من بين الألعاب الإللترونية التي ظهرت مؤخراً في العالم وباتت تنطوي على تهديد مباشر لحياة المراهقين.
فهذه التطبيقات للألعاب الإلكترونية التي تخترق بيانات المستخدمين لها، وتحرّضهم على إيذاء أنفسهم والآخرين، تعتمد على غسل عقول المراهقين، وفي حال قرّر المراهق الانسحاب من اللعبة أو عدم تنفيذ أمر الانتحار يتم تهديده بإيذاء أسرته ما يجعله يستسلم لطلب اللعبة ويقتل نفسه بسبب التهديدات.
ولقد شاعت في الفترة الأخيرة ظاهرة الانتحار بين الشابات بسبب هذه اللعبة الالكترونية، فبعد انتشار هذه المواقع والألعاب الالكترونية المدمّرة، ماذا يقول العلماء وأهل الاختصاص عن دور الأهل والدعاة في هذا الأمر.

المزوق
{ الشيخ وسيم المزوق إمام جامع المجيدية ورئيس دائرة الفتاوى قال:
- يقول سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم  «كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته» ومن المسؤولية اليوم على الوالدين في تربية أبنائهم ان يتابعوا نشاطات أبنائهم وخاصة في ما يتعلق بوسائل التواصل الاجتماعي والالعاب التي تنزّل عن النت، حيث نسمع كل يوم حالات من الانتحار في أماكن مختلفة سواء في لبنان أو في غيره، وذلك نتيجة السيطرة على عقول الناشئة من قِبل جهات تريد الفساد والافساد في الأرض خاصة انها تستهدف فئة عمرية شابة كي تجعلها غير سوية، فتصبح أفكار ابنائنا غير منضبطة لا أخلاقياً ولا اجتماعياً ولا نفسياً، وسيدنا محمّد صلى الله عليه وسلم  اعتنى بالناشئة فقد كان سيدنا ابن عباس رضي الله عنهما يرافق النبي صلى الله عليه وسلم  ويكون رديفة على الدابة ويكلمه ويصاحبه، وهنا نقول ان أولياء الأمور عليهم أن يتواصلوا مع أبنائهم وان يصاحبوهم وان يتكلموا معهم وأن يشاركوهم في طعامهم ونزهاتهم ونشاطاتهم لأن الأهل اليوم إلا من رحم الله في حالة انقطاع وعدم تواصل مع الأبناء، فترى الأب مشغولاً بعمله والأم ان كانت تعمل أيضاً تأتي متعبة من عملها وتقوم بأعمالها المنزلية وتفكر في تربية أبنائها، بل البعض منهم لكي لا تسمع صوت ابنها فتعطيه الهاتف و«الايباد» كي يلهو عليها دون رقابة، وما هي الالعاب التي يشاهدها ويلعب بها؟
وأضاف: على الدعاة أيضاً والعلماء وخطباء الجمعة أن يرفعوا أصواتهم عالياً بتوجيه المسلمين آباء وأمهات لتحميلهم المسؤولية في كل ما يتعلق في تربية الأبناء، وان يوفروا الجو الايماني والترفيهي في بيئة المسجد من خلال الدورات الدينية الناشئة وبذلك نؤمن البديل لأبنائنا بأن يتعلموا النافعة في أمور دينهم ودنياهم، خاصة اننا في عطلة صيفية وأولادنا اليوم لديهم متسع من الوقت، فإن لم نملأ أوقاتهم بالطاعة والعبادة والنشاطات الرياضية والترفيهية والأمور النافعة فسوف ينشغلون بالأمور الضارة أو التي لا تحمد عقباها.
{ وتؤكد اخصائية علم النفس آلاء الموسوي ان على الأهل ان يكونوا على قدر كبير من الوعي بعد ان أظهرت الكثير من الدراسات خطورة هذه الألعاب، بشكل بالغ فيه على الأطفال والبالغين في الوقت ذاته، خاصة مع التقارير الصادرة مؤخراً عن منظمة الصحة العالمية التي بيّنت أن التعلق والادمان على ألعاب الفيديو أصبحا يشكلان مرضاً تحت مسمى «اضطرابات ألعاب الفيديو»، في النسخة الحادية عشرة للتصنيف العالمي للأمراض.
وبحسب المنظّمة، فإن هذا الاضطراب «يتّصل بممارسة ألعاب الفيديو أو الألعاب الرقمية بشكل يفقد معه اللاعب السيطرة، وتحتل اللعبة أولوية متزايدة لديه متفوّقة على الاهتمامات والنشاطات اليومية الأخرى، وبالتالي مواصلة اللعب بما لا يراعي التداعيات الضارّة». وللقول إن شخصاً ما مصاباً بهذا المرض، ينبغي أن يكون ادمانه على اللعب قد أضرَّ بأنشطته الشخصية والعائلية والاجتماعية والثقافية والعملية، وأن يكون هذا الامر تواصل على الا يقل عن 12 شهراً. ويصل الامر الى طغيان أولوية  اللعب على الطعام وعلى النوم.
وأكدت وجود حالات عنف لدى الاطفال ممن يراجعون عيادات الطب النفسي، ونسبة كبيرة منه «يدمنون» ألعاب الفيديو التي  تؤدي لا محالة الى حدوث حالات مرضية ما بين جسدية ونفسية.
ومن أبرز هذه الحالات التي يمكن أن تظهر على الاطفال، سلوكيات غير سوية سواء من ناحية العنف أو الالفاظ أو حتى السلوك الجنسي، كون بعض الالعاب التي لا يلتفت لها الاهل في كثير من الأوقات قد تحوي مشاهد غير مرغوبة، لا يستطيع الطفل أو المراهق التمييز بين  الصحيح وغير الصحيح فيها، بل وقد يؤدي الادمان على ألعاب الفيديو، لتقليل تواصل ا لفرد مع المحيطين، ويؤثر على الاطفال في مرحلة بدايات الدخول للمدرسة وتكوين الصداقات، بحيث يكون مدمن الالعاب شخصاً انطوائياً وكئيباً ويجد صعوبة في تكوين علاقات اجتماعية وحتى يجد نفسه «فقيراً» في المصطلحات التعبيرية للتواصل، ويميل الى العنف مع  الآخرين.
عدا عن ذلك، فقد أشارت الى الاعراض المرضية الجسدية التي قد تتمثل في طول أو قصر النظـر وآلام الرقبة والظهر، فقدان الشخصية والكسل والخمول، لذلك على الاهل أن يكونوا جادين في التعامل مع أبنائهم بطريقة مناسبة في هذه الحالة والحد من وصولهم الى مرحلة الإدمان قبل فوات الأوان.