بيروت - لبنان

اخر الأخبار

2 تموز 2020 12:00ص دعوات للصبر بين الأزواج حماية للأسرة والأبناء

في ظل الأزمة الاقتصادية والاجتماعية التي نعاني منها

حجم الخط
لا يخفى على أحد أن الأزمة الاقتصادية الخانقة أرخت بظلالها على الأسرة بشكل عام وعلى الزوجين بشكل خاص.. حيث سمعنا في الفترة الأخيرة تزايد حالات الطلاق بسبب الأزمة الاقتصادية وعدم صبر الزوجين على بعضهما البعض..

أيتها الزوجة، إعلمي ان الحياة الزوجية ستمرّ بفرح وحزن، بسعة وضيق، فما عليك إلا الصبر والتحمّل لتجاوز الأزمة.

أيها الزوج اعلم إن الزوجة لا  ذنب لها في الأزمة لكي تصبّ جام غضبك عليها..

الصبر مفتاح الفرج، فعلى كل الأزواج التحلّي بالصبر والحكمة لتجاوز الأزمة الصعبة التي يعيشها مجتمعنا.. في ظل هذه الظروف الاقتصادية الصعبة كيف نحقق الصبر بين الأزواج؟.. هذا ما سنناقشه في تحقيقنا التالي:

 بداية، قال الشيخ د. مازن القوزي: الصبر هو المفتاح السحري لحل كل المشكلات وإنهاء معظم الأزمات بين الزوجين، والحياة الزوجية من الطبيعي أن تواجهها مشكلات وأزمات، وهي بطبيعة الحال لا تخلو من مشكلات تكون في بعض الأحيان عاصفة، وهنا لا بد أن يتخلّى الزوجان عن العناد والإصرار على خوض حرب شعواء ضد بعضهما بعضاً، لأن العلاقة بينهما ليست علاقة تنافسية تنتهي بفوز أحدهما بلقب المسيطر والمهيمن، بل هي علاقة تقوم على التعاون والمودّة والرحمة، فالله سبحانه وتعالى هو الذي حدّد أهداف هذه العلاقة التي تجمع بين رجل وامرأة داخل بيت الزوجية فقال: {ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجاً لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة}.

للأسف بعض الأزواج والزوجات يهدمون كل شيء وقت الغضب ويدوسون على العشرة والحب والعلاقة الطيبة وينسون أو يتناسون الذكريات الجميلة بينهما ويتحوّلون إلى أعداء ألدّاء يتبارزون وربما يتنابزون أمام الأهل والأبناء، رغم أن الخلاف بينهما قد لا يحتاج إلا إلى قدر بسيط من الصبر والحلم الذي يطفئ نيران الغضب، ويهدئ النفوس، فتذهب رياح الخلاف في سلام.

إن الحياة الزوجية تتقلّب ما بين العسر واليسر، والصحة والمرض، والمؤمن الصادق يثبت جدارته بالحياة في كل الأحوال كما جاء في الحديث الصحيح حيث يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: (عجباً لأمر المؤمن إن أمره كله له خير وليس لأحد ذلك إلا للمؤمن، إن أصابته سرّاء شكر فكان خيراً له، وإن أصابته ضرّاء صبر فكان خيراً له)، لذلك نطالب بضرورة التحكّم بالغضب وتجمّل كل من الزوجين بالصبر والحكمة في مواجهة ما يعترض حياتهما من مشكلات وأزمات، وتحذر من التمادي في العناد والإصرار على توجيه إهانات للطرف الآخر عند حدوث كل مشكلة، فكل مشكلة يمكن تجاوزها وكل خلاف يمكن حلّه إلا الإهانات التي يتعرّض لها زوج أو زوجة من شريك حياته، فمن الصعب أن يغفرها له، وبذلك تتعقّد المسألة وترتفع حدّة الغضب بين الطرفين ويحدث أبغض الحلال عند الله نتيجة هفوات من الزوج أو الزوجة.

وفي هذا الإطار، قالت الاختصاصية الاجتماعية ملاك برو: أن الحياة الزوجية متقلّبة بين السعادة والشقاء وبين اليسر والرفاهية المادية والعيشية وبين العسر والضنك الاقتصادي، ولكن كيف يُمكن للزوجين تجاوز الأزمة الاقتصادية التي ترخي بظلالها على الجميع، فكل هذه الأحوال المتقلّبة يمكن أن يتجاوزها الزوجان ويعيشا حياتهما، بحلوها ومرّها، إذا تحلّياً بالصبر والحكمة في طريقة تداركها.

فتحقيق المودّة والتفاهم على كيفية معالجة الظروف الصعبة والرضا بين الزوجين يحتاج إلى جرعة زائدة من الصبر من جانب الطرفين، فلا يجوز أن يؤدّي الملل وعدم الرضا إلى زيادة التوتر في الأسرة في هذه الظروف الحسّاسة. لذلك، من الضروري على الزوجين في هذه الأوقات العصيبة التمتع باللين واعتماد أسلوب الحوار والتواصل بينهما بكل عقلانية لإيجاد الحلول لمشاكلهما الاقتصادية من خلال تتبع سياسة ترشيد الانفاق، فلا يجب على المرأة أن تفقد صبرها إذا طلب منها زوجها الاستغناء عن الكماليات والاقتصار على الضروي الضروري، فعليها بالصبر والتحمّل بكل محبة وطيبة خاطر للصمود في وجه الأزمة الخانقة، كما على الزوج عليه أن يتحلّى بالصبر فلا يجب أن تكون الضائقة الاقتصادية سبباً له لصبِّ جمّ غضبه على أفراد الأسرة وعلى زوجته.

واختتمت قائلة: فالمرأة الحكيمة يجب أن تقف بحنكتها ورضائها بما وصلت إليه الأمور إلى جانب زوجها في أزماته، وأن تكون برفقها ولينها ومحبّتها وصبرها شجرة جذورها مرّة وثمارها حلوة، فصبرا جميلاً لمن أبكى.