بيروت - لبنان

اخر الأخبار

16 تشرين الثاني 2018 12:03ص دفع المال لقضاء مصلحة

حجم الخط
دفع المال لقضاء مصلحة

* ما حكم دفع شئ من الأموال لقضاء المصالح أو دفع المظالم؟
سمير منصور- بيروت

- دفع شئ من الأموال أو الأعيان لقضاء المصالح والحصول على حقوقي التي لا أتحصل عليها إلا بذلك جائز ولا شئ فيه، وكذلك دفع المال والأعيان لإبعاد ظلم عني وعن أهل بيتي لا شئ فيه، والإثم والوزر على من قَبِل تلك الأموال، يروى أن ابن مسعود (رضي الله عنه) أُخذ بأرض الحبشة في شئ، فأعْطَى دينارين حتى خلى سبيله، وقيل لوهب بن منبه: الرشوة حرام في كل شئ؟ قال: لا إنما يكره من الرشوة أن ترشى لتُعطى ما ليس لك، أو تدفع حقًا قد لزمك، فأما أن ترشى لتدفع عن دينك ومالك ودمك فليس بحرام. (تفسير السمرقندي، والقرطبي)، وعن الحسن: (لا بأس أن يدفع الرجل من ماله ما يصون به عرضه). (التفسير المنير)، وروى عن جابر بن زيد والشعبي أنهما قالا: (لا بأس بأن يصانع الرجل عن نفسه وما له إذا خاف الظلم). 
وقد حذر النبي كل من كان تحت يده مصلحة من مصالح المسلمين ويعسرها عليهم، فعن عائشة (رضي الله عنها)، أنها سمعت النبي ( صلى الله عليه وسلم ) يقول: (اللهُمَّ، مَنْ وَلِيَ مِنْ أَمْرِ أُمَّتِي شَيْئًا فَشَقَّ عَلَيْهِمْ، فَاشْقُقْ عَلَيْهِ، وَمَنْ وَلِيَ مِنْ أَمْرِ أُمَّتِي شَيْئًا فَرَفَقَ بِهِمْ، فَارْفُقْ بِهِ).
أما دفع الأموال للحصول على حقوق الغير أو تأخير حقه أو تقديمي عليه فتلك، أو لإبطال حق، وإحقاق باطل (كما يعبر الفقهاء) فهي الرشوة المحرمة الملعون دافعها وآخذها، سواء أكان ذلك بين الأفراد وبعضهم البعض، أم كان بين الأفراد ومن بيدهم سلطان قضائي أو تنفيذي، قال تعالى: {وَلَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ وَتُدْلُوا بِهَا إِلَى الْحُكَّامِ لِتَأْكُلُوا فَرِيقًا مِنْ أَمْوَالِ النَّاسِ بِالْإِثْمِ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ}، وقد لعن رسول الله، الراشي والمرتشي والرائش (الواسطة بينهما)، وأخبر أن الحق تبارك وتعالى لعنهم.
أما الهدية بعد قضاء المصلحة، ومن غير طلب من الشخص الذي قام بأدائها؛ فلا حرج فيها وخصوصًا إذا كانت من باب التشجيع على القيام بالأعمال المنوطة بالشخص، والله اعلم.

آداب الجنازة

* بعض الناس عند الجنازة يهللون بأصوت عالية أمام الجنازة أو يكبرون ويهللون فما حكم ذلك؟ 
يونس حمادة - بيروت

- ينبغي أن يعلم المسلمون أن تشييع الجنازة من السنة ويستحب إكثار المشيعين للاتعاظ بالموت وأستحضار جلال الله وللتذكير بيوم الحساب والجزاء ولكن الواجب عندها الصمت حتى تخلص العظة إلى النفوس، ففي حديث رسول الله  صلى الله عليه وسلم  أنه قال: (إن الله يحب الصمت عند ثلاث: عند تلاوة القرآن وعند الزحف أي لقتال العدو وعند الجنازة)، ومقتضى هذا أنه لا يجوز رفع الصوت في تشييع الجنازة، والله أعلم.