بيروت - لبنان

اخر الأخبار

3 آب 2020 12:03ص ذكرى وطن مخطوف

حجم الخط
بقلم: القاضي 
حسن الحاج شحادة

لم أكن يوماً متشائماً في القدر الذي عليه اليوم، لا أعتقد ان من يطّلع على ما أكتب بهذا الشأن يمكنه أن يخدع نفسه بأن هناك أملا بعد في وطن تقاسمته الوحوش البشرية وحكمه رجال غلبت عليهم الأحقاد الشخصية والطائفية والسياسية والطبقية واللامبالاة وتحليل الحرام وتحريم الحلال وتكذيب الصادق وتصديق الكاذب, لمن ينفذ التشاؤم أرجوه من القلب أن يقنع نفسه أولا بما لديه من ثقب أمل, ولن نحيد عن هذا الأمل.
لم يعد لدينا أي مرجع روحي أو سياسي أو حزبي في هذا البلد سلمت أفكاره وتصرفاته من الأفعال أو الأقوال أو التعليمات التي لها دوافع شخصية, أنانية, طائفية, مصالح شخصية, وما ألقي رصاصة الرحمة في الآونة الأخيرة، إضافة إلى من سبق ذكرهم ذلك الوهم الذي يتخذ من الممانعة والحقد والتسلّط شعاراً له وأتى بقواعد لم ينزل بها من سلطان, جاءت سلطات وذهبت سلطات على لبنان وكان لها نصيب من حساب الوطن وحساب الشعب حتى أصبحنا عراة من كل مقومات الحياة, أما ما نحن عليه اليوم هو خداع كبير ان لم يكن من يحكم ويتسلّط ويتحكّم بالبلاد يعلم بأنه يعيش بخدعة كبرى لنفسه ويعمل على إقناع اللبنانيين انها أزمة عابرة وليست كوارث فانها مصيبة كبرى.
اعتاد الحكام في لبنان على خداع أنفسهم وشعبهم، وبالتالي خداع المجتمع الدولي ومنه المجتمع العربي، وكان للخداع أساليب إما تنطوي على المجتمعين العربي والدولي واما لا تنطوي، ولكن حبهما للبنان كان يجعلهم يمررون هذه الخدعة، ولكن اليوم هل يقتنع المتسلّط الحاكم ومن يرتهن إلى دول لم يعد لها صديق في هذا العالم وجعل لبنان خصماً لكل من مد يد العون له من المجتمع الدولي أم من دول العالم العربي وبالتحديد دول الخليج العربي، هل تريدون من الشعب اللبناني أن يقتنع بأمل قريب أو فرج مرتقب لا يمكن الحلم بعد اليوم بذلك وليس التفكير الحلم أصبح غير ممكن بظل وجود هذه السلطة ومن أتى بها ومن يتخذ من لبنان مقراً للتطاول على من يطلب منهم الإغاثة من الغرق لم يعد ممكناً تمرير الخداع، المخرج الوحيد أن ترحل كل سلطة أو شخصية غير قادرة على احداث تغيير إيجابي في موقعها، أياً كانت هذه الشخصية، وأن يقتنع هذا الحزب الذي جعل لبنان في موقع العداء مع أهله واخوانه وأشقائه على حساب دولة لم تهتم يوماً بهذا الحزب وهذه الطبقة الحزبية ولم تتخذ من عاصمتها يوماً منطلقاً لأي عمل يسمّى مقاوم ضد من تدّعي انهم اعداؤها وأعداء مصالح لبنان إلى متى سوف يستمر هذا الخداع وهذا النهج، انتهت الحكاية وانتهت تلك المسرحية التي أودت بالأخضر واليابس في لبنان، لم يبقَ مصيبة مالية واقتصادية وصحية إلا وأصابت لبنان ان لم يكن سببها تلك السلطة ومن ورائها بكامل ما حصل بالتأكيد تتحمّل المسؤولية عن 99٪ منها، لذلك أمامنا خيار واحد في لبنان سوى رحمة الله تعالى هو أن يتخلّى هؤلاء المتسلطين ومغتصبي السلطة عن مشاريعهم الاقليمية وأن يعودوا إلى لبنانيتهم وعشيرتهم وأهلهم من كل الطوائف وبذلك لن تجد يوماً دون حضور موفدين من المجتمعات الدولية والعربية لمد يد العون وإنقاذ لبنان من يعتقد ان هناك نموذجاً أو وجهة أخرى سوف تنقذ لبنان فلينتظر قدر الله تعالى ورحمته فهو أرحم الراحمين.