علمتُ بنبأ وفاة فضيلة الأخ والصديق الشيخ يحيى الرافعي سليل عائلة الرافعي. وكان جدّه انتقل الى بيروت في زمن من القرن التاسع عشر، وغدا بذلك مرجعا لمن نزل الى بيروت وقصد العودة الى طرابلس، كما يحدثنا جيل ذلك الزمن.
هكذا تعرّفتُ عليه مع أخيه عمر رحمه الله في مسار سَبَقْتُه فيه تخرجاً من الكلية الشرعية عام 1954، ثم لحق بي في عقود الستين التي توالت في بيروت، ثم مصر، ثم بيروت، وما فترت حيوية لقاء من الذكريات من المحبة والصداقة وكلمة طيبة واسعة الأفق في كل ما قلبت به من مواقع ومراكز.
لقد كان للفقيد رحمه الله، حضوره في جرأة الكلمة، لها مكانتها في حق يستكين له كل مرجع ويستجيب لها في نصرة المظلوم.
لقد كان خطيباً في مناهل الكلمة واعظاً ومؤسّساً، وله في ذاكرتي على مر السنين مودة تشع بروح النكتة في طيف السنين الخوالي.
ولقد كان قريباً من الناس ومن ذوي السلطة سمعاً، ورفيق ذوي الحاجة دعماً، يسعى في روح الجماعة تضامناً، وله في مواقع المؤسّسات الثقافية حركتها الفاعلة في الوحدة والبناء الاجتماعي.. رحمه الله وأسكنه فسيح جناته.
نائب رئيس المجلس الشرعي الإسلامي الأعلى