بيروت - لبنان

اخر الأخبار

24 تشرين الأول 2019 12:05ص رفض الظلم والفساد أساس في الدين.. والأخلاق هي الطريق للوصول

في خِضَم التغييرات الحاصلة... كيف نعرِّف الأبناء بما يجري

حجم الخط
الأخلاق جزء من عقيدة المسلم فالرحمة والعدل والمساواة وحسن الخلق والأمانة والوفاء بالوعد وحفظ العهد والنظافة والحياء وإماطة الأذى عن الطريق كل هذه وأكثر منها جزء من عقيدة المسلم...

ومن شُعب الإيمان أشياء حرّمها الله على عباده وردت في قوله تعالى: {قل تعالوا أتل ما حرّم ربكم عليكم ألا تشركوا به شيئا وبالوالدين إحسانا ولا تقتلوا أولادكم من إملاق نحن نرزقكم وإيّاهم ولا تقربوا الفواحش ما ظهر منها وما بطن ولا تقتلوا النفس التي حرّم الله إلا بالحق ذلكم وصاكم به لعلكم تعقلون}..

لذلك علينا أن ننادي مرارا وتكرارا بتبنّي منهج توعوي عقدي يقوم على روح وجوهر الإسلام من شُعب الإيمان وخاصة في زمن الأزمات التي تحيط بنا اليوم..

فالأخلاق هي الأساس الذي يجب أن يقوم عليه المجتمع في كل تعاملاته وتحرّكاته، وبغيرها فهو يسير نحو الفساد...

ولكن.. كيف نعلّم الأبناء أهمية ما يجري ليتعاملوا معه على أساس الأخلاق الحميدة...؟!

وكيف نعرّفه بالأحداث بطريقة سليمة وصحيحة لا بأسلوب خاطئ يعارض كل الأصول..؟!

الأخلاق منظومة متكاملة

تعتبر الأخلاق وخاصة في خطوات التغيير الجماعية أو الفردية أساس للنجاح، فالله سبحانه وتعالى حين أمرنا بتغيير الفساد ورفض الذل فان ذلك مربوطا بقوله تعالى: {وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الاثم والعدوان} وذلك حتى يكون التغيير مبنياً على أسس سليمة تصل إلى الهدف المنشود.

وهذا لا يعني ان الأمر سيكون خالياً تماماً من السلبيات والأخطاء، ولكن المهم إصلاح تلك الأخطاء وعدم تكرارها.

فما يجري اليوم في بلادنا رفضاً لكل مظاهر الذلّ والفساد التي استترت لسنوات وسنوات يجب أن يكون محافظاً على إنسانية الإنسان، وأول معالم هذه الإنسانية الحفاظ على الأخلاقيات وتجنّب كل شائبة أو خلل أخلاقي وهذا ما يجب أيضاً على الأهل أن يعلّموه لإبنائهم.

وعليهم أيضاً أن يعلّموا الأبناء ضرورة الثبات على الموقف، فالنبي صلى الله عليه وسلم حين خاطب أبن عباس في حديثه المعروف قال له: «اعلم ان الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك».

فالحديث يدعونا إلى الثبات على الحق وعدم الخشية من نشره وعلى الأهل أن يشرحوا هذه المعاني للأبناء خاصة في ظل التغييرات الاجتماعية التي تحصل.

من جهة أخرى، من ينظر إلى سيرة النبي صلى الله عليه وسلم يُدرك من ان مجموعها ان النبي صلى الله عليه وسلم كان ينمّي دائماً عند أصحابه شعور الانتماء للوطن والدفاع عن الحق فيه وليس ذلك من باب العصبية وإنما من باب الواجب الديني تجاه الأوطان، فالنبي صلى الله عليه وسلم كان ينظر إلى مكة ويقول «والله انك لأحب إرض إليّ، ولولا ان أهلك أخرجوني منك ما خرجت».

فالمسلم الصالح هو الذي يدافع عن أرضه وبلده وحقوقه برقيّ وأخلاق ويواجه الفساد بإصلاح وثبات وهي معانٍ على كل أم وأب أن يزرعوها في نفوس الأبناء.

الأمين

{ الاختصاصية التربوية ديانا الأمين تقول: ان الأسرة يجب أن تكون على وعي تام لتفهّم الأبناء بطريقة ميسّرة وبسيطة وبدون تعصّب حقيقة ما يجري في بلادنا من مظاهرات وحالات غضب وأن تشرح لهم أهمية هذه الثورات في إستعادة حقوقهم وفي نصر الحق على الباطل.

وتُشير: يجب أن لا يغفل أحد ان من الأمور الكثيرة السيئة التي تحصل في الكثير من التعابير السيئة للأخلاق:

أولاً: الشتائم فيجب أن نفسّر ذلك للأبناء لا أن نتماشى مع الواقع ونردّها لهم حيث يجب أن نكون، نحن الآباء قدوة لهم. فالأبوان هما أساس التربية ووجهتهما القدوة عند الأبناء، لهذا كلّه وجب علينا كآباء ومربّين أن نعطي الأولاد القدوة الصالحة من حسن الخطاب وتهذيب اللسان وجمال اللفظ والتعبير.

ثانياً: المعالجة الصحيحة للسلوكيات المنحرفة: يجب أن نشرح للأطفال ان ما يرتكب من أعمال تخريب للمحلات التجارية والقيام بأعمال منافية للأخلاق في الثورة هي أعمال خاطئة تُسيء إلى ديننا وإلى أخلاقنا الإسلامية، إذ يجب على المربّين أن يلقّنوا أولادهم من القرآن والسنّة ما يعلّمهم حسن الخلق وأن يبيّنوا لهم ما أعدّ الله للاعنين من إثم كبير وعذاب أليم عسى أن يكون ذلك زاجراً لهم.

كما ألفت إلى نقطة مهمة وهي ضرورة أن يراقب الأهل أولادهم ومعرفة رفاقهم والأفكار التي تبثّ في عقولهم فإن وجد خيراً فليحمد الأهل الله وان وجد غير ذلك فليتحمّل الأهل المسؤولية، ولتوضيح الصورة الحقيقية لما يجري في مجتمعنا وفي بلادنا.

وتختم قائلة: يجب على الأهل أن يقوموا بدورهم التوعوي والوطني في شرح الأمور بطريقة سلسة تماشي عقول الأولاد دون تعصّب أو انحياز.