بيروت - لبنان

اخر الأخبار

14 تشرين الأول 2019 12:02ص سوء القضاء... وشماتة الأعداء

حجم الخط
أثار اهتمامي كثيراً التوجيه والإرشاد النبوي الشريف حيث ان الرسول محمدا صلى الله عليه وسلم علّم الناس أن يستعيذوا بالله سبحانه وتعالى من جهد البلاء.. ودرك الشقاء.. وسوء القضاء.. وشماتة الأعداء.

وفي الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "تَعَوَّذُوا بِاللَّهِ مِنْ جَهْدِ الْبَلاَءِ، وَدَرَكِ الشَّقَاء، وَسُوءِ الْقَضَاءِ، وَشَمَاتَةِ الأَعْدَاءِ».

والباحث في أسرار التوجيه النبوي يجد ان جهد البلاء هو كل ما أصابنا من شدّة ومشقّة وما لا طاقةَ لنا به.. فيدخل في ذلك، المصائب, والفتن التي نواجهها من بلاء في شؤون معاشنا، من أولياء الأمور الذين لا يفقهون سياسة الدنيا فيخربون علينا حياتنا... ويسرقون لقمة عيشنا، يسوسون دولة تأخذ منا ولا تقدّم لنا في المقابل إلا القليل والنزر اليسير.. ويدخل في ذلك الأمراض التي لا يقدر المرء على تحمّلها أو علاجها... ويدخل في ذلك الديون التي لا يستطيع العبد وفاءها.. ويدخل في ذلك الأخبار المنغصة التي تملأ قلبه بالهموم والأحزان والنكد وتشغل قلبه بما لا يُصبَر عليه.. ويدخل في ذلك ما ذكره بعض السلف من قِلَّةُ المالِ مع كثرة العيال.

أما درك الشقاء فهو مصطلح ضد السعادة، وهو – كما يقول أهل العلم - شقاء دنيوي وشقاء في الآخرة... أما الشقاء في الدنيا فهو انشغال القلب والبدن بالمعاصي, واللهث وراء الدنيا والملهيات, وعدم التوفيق.

وأما الشقاء في الآخرة فهو أن يكون المرء من أهل النار والعياذ بالله... فإذا استعذت بالله من درك الشقاء, فأنت بهذه الاستعاذة تطلب من الله أن يرحمك في الدنيا والآخرة.

أما سوء القضاء: فهو أن تستعيذ بالله من القضاء الذي يسؤوك ويحزنك, ولكن إن أصابك شيء مما يسوء ويحزن, فالواجب هو الصبر مع الإيمان بالقدر خيره وشرّه, وحلوه ومرّه.

ويدخل في الاستعاذة بالله من سوء القضاء، أن يحميك الله من اتخاذ القرارات والأقضية الخاطئة التي تضرّك في أمر دينك ودنياك.. فإن من أولي الأمر من لا يوفّق في اتخاذ القرار المناسب, وقد يجور في الحكم, أو الوصية, أو في العدل بين الرعية من الأولاد أو غيرهم وهذا الجور يرتب أضرارا كبيرة قد تورد أوخم العواقب… والله نسأل أن يقي أولي الأمر علينا القرارات والأقضية الخاطئة وسوء الخاتمة التي توردهم ونحن معهم مرتبة شماتة الأعداء التي دعا النبي إلى الاستعاذة منها أيضا.