يساهم الإعلام ووسائله التي اتسع مجال تأثيرها في الترويج الى سياسة تشويه صورة الإسلام ومعتنقيه من المسلمين... ويسلّط هذا الإعلام - المنحرف عن رسالته الصحيحة - الضوء والأنوار على جوانب مظلمة من أفعال وممارسات بعض الذين ينتمون الى الإسلام شكلا لا مضمونا... ويبثّها على انها أفعال المسلمين وعلى انها تعاليم الدين الإسلامي، ويعلم القيّمون على الإعلام المنحرف علم اليقين في قرارة أنفسهم، ان ما يفعلونه ليس صحيحا وما ينشرونه ويسلّطون الضوء عليه ليس حقيقة إنما هو افتراء... افتراء... افتراء.
وساهم هذا التوجيه الإعلامي المبرمج في إقناع كثير من أصحاب العقول والقلوب الضعيفة من المسلمين، بأن دينهم دين تخلّف وإرهاب وقذارة وقتل وسفك دماء وانتهاك حرمات وجنس وفساد مالي وإداري وعلمي وحضري.
ولكن الحقيقة غير ذلك، بل يجب أن نتذكّر ان الإسلام على نقيض ما يريدون تصويره، وهو في المقلب الآخر مما يصوّرون... هو دين تقدّم وتطوّر ورقيّ واحترام لكيان الإنسان والحيوان... دين حفاظ على البيئة وحفظ للنفس والمال والأعراض، ودين علم ورقيّ وصانع الحضارة ومن يقرأ في تاريخ الإسلام وفي كتب علماء الإسلام يدرك ذلك أيّما إدراك.
على سبيل التذكير لا الحصر أذكر أسماء كبيرة كابن الهيثم والكندي والفارابي وابن سينا والبيروني والفرغاني والطوسي والبغدادي والدينوري والرازي والقزويني والانطاكي والزهراوي والخوارزمي والصرفي وجابر والجاحظ وابن البيطار وابن النفيس وابن حيان والادريسي والمسعودي وابن بطوطه وابن خلدون وغيرهم آخرون كانت لهم مساهمات جليلة في تطوّر البشرية وتقدّمها.
لقد بحث ابن الهيثم في السهول والأودية يجول فيها طولا وعرضا حتى يضع قواعد علم الضوء، وابن الدجيلي سهر على قمم الجبال العالية يحدّق في الكواكب والنجوم ليحدّد أفلاكها ويعرف أبعادها ويقيس محيط الكرة الأرضية بالأجهزة الدقيقة... وابن النفيس أجرى التجارب والاختبارات حتى يثبت ان الدم ليس سائلا مستقرا في الأوردة والشرايين المبثوثة في الكائن الحي بل هو سائل متحرك يدور في جميع أنحاء الجسم وذلك قبل أن يكتشف هارفي الدورة الدموية بثلاثة قرون... وابن مسكويه الذي سبق فلاسفة أوروبا وعلماءها بثمانية قرون في علوم الأخلاق والفلسفة والتهذيب والبيولوجيا... وجابر بن حيان حلّل عناصر الطبيعة وتفاعل المواد المختلطة حتى يضع أصول علم الكيمياء... وابن يونس سبق العلماء في اختراع «رقاص» الساعة.
هذا كله في الوقت الذي كان فيه غير المسلمين وبخاصة الأوروبيين ما زالوا يعيشون في ظلمات الجهل والفوضى والهمجية والتأخّر، ولم ينقذ أوروبا من ورطتها التي وقعت فيها آنذاك إلا نور الإسلام، وما زالت أسماء العلوم والمصطلحات التي وضعها هؤلاء العلماء المسلمون لغرائب العلم حيّة نابضة في جميع اللغات رغم ما نالها من تحريف وتغيير.
هذا غيض من فيض والصفحات تطول لنذكر اننا أمة الخير للإنسانية... نحن من علّم الناس... ونحن من هدى البشرية الى الحضارة والى الصراط المستقيم في هذه المعمورة بطولها وعرضها.