بيروت - لبنان

اخر الأخبار

16 أيار 2019 12:02ص شهر الأسرة..

حجم الخط
تعالوا يا كل أفراد الأسرة لنعلن الصيام في شهر الصيام صياما عن كل ما يغضب الله تعالى في الأخلاق والتصرّفات والممارسات والكلمات والعلاقات لنكون ممن عرفوا حقيقة الصيام فكتبوا من أهله..

فعلينا أولا... أن نعمل بكل جهد لنصوم عن مفسدة النكايات والعناد التي استوطنت كثيرا من بيوتاتنا وانعكست بُعدا نفسيا وجفافا وجدانيا وتصحّرا عاطفيا بين الأزواج..

وعلينا ثانيا.. أن نلتزم بسياسة التنازلات من قبل الطرفين في سبيل المصلحة العليا وهي الأسرة والأبناء لنكون من أخيار الناس الذين قالوا عنهم النبي صلى الله عليه وسلم: (خيركم خيركم لأهله)..

إن شهر رمضان أيها السادة الكرام ليس فقط شهر الإمتناع عن الطعام والشراب والشهوة، وإنما هو شهر الإصلاح.. وشهر التصويب.. وشهر المحاسبة.. وشهر النقد الذاتي.. بهدف الوصول إلى مرحلة التقوى التي أرادها المولى بقوله {لعلكم تتقون}.. 

وهذه التقوى هي نفسها التي وردت في قول الله مخاطبا الزوجين {وَأَن تَعْفُوا أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَلا تَنسَوُا الْفَضْلَ بَيْنَكُمْ}..

فأفراد الأسرة يصومون جماعة في رمضان... ويفطرون جماعة في رمضان.. ويصلون جماعة في رمضان.. ويتلون الكتاب جماعة في رمضان.. ويقصدون المساجد جماعة في رمضان.. فصدّقوني.. ولا أبالغ بالقول..

إن لم تنصلح علاقاتنا في هذا الشهر المبارك... فلا ترجوا الإصلاح في غيره..

وإن لم نصوّب مسارنا في شهر الصيام... فلا تتنظروا غدا مشرقا ولا أجيالا صالحة..

فيا كل فرد في الأسرة.. الفرصة أمامك.. فاعمل بكل جهد لحسن اغتنامها، وإلا فأنت من الذين ضيّعوا الفرصة ولم يعتبروا بقول النبي صلى الله عليه وسلم (إِنَّ لِرَبِّكُمْ عَزَّ وَجَلَّ فِي أَيَّامِ دَهْرِكُمْ نَفَحَاتٍ فَتَعَرَّضُوا لَهَا).