بيروت - لبنان

اخر الأخبار

15 آذار 2019 12:20ص صرخة إلى كل مسؤول بالمجتمع

حجم الخط
اسمحوا لي أن أرفع الصوت إلى مرحلة الصراخ لأقول للجميع تحركوا في سبيل إنقاذ الشباب اللبناني من براثن المخدرات التي أصبح تعاطيها - وللأسف الشديد- أمرا شبه عادي في مفهومهم..؟!
آفة انتشرت وسادت، وباتت مقبولة عند الشباب حتى غابت عقولهم ومرضت قدراتهم وضاعت ملكاتهم، وبات الواحد منهم على استعداد لبيع كل أحلامه في سبيل ساعة «مزاج»..؟!
نقول هذا الأمر ليس من باب الترف الإعلامي... وإنما نقوله بعدما ازدادت وبكثرة غير طبيعية حالات الإدمان على المخدرات بين صفوف الشباب اللبناني ذكورا وإناثا... 
ونقوله بعدما تساهل الآباء والأمهات في المراقبة والتربية والتنشئة حتى ضاعت القيم وغرق الأبناء في بحور الرذيلة التي إن بدأت بالإدمان فالله تعالى وحده يعلم منتهاها....؟!
والمؤسف أن الإعلام في بلادنا «غائب- مغيب» يزيد السوء سوءا ولا يحسن الكلام إلى عن «ضرورة التشريع لمادة الحشيش»، وكأن المجتمع حلت كل مشاكله ولم يبقَ سوى هذا الموضوع.
وكذلك الدعاة في أكثرهم مشغولون في أمور ثانوية على حساب الأساسية، والمدارس تحولت في معظمها إلى مؤسسات تجارية، حتى انقلب الحال وانعكست المعايير الأخلاقية والقيمية واضطرب مفهوم الفضيلة في النفوس والمجتمع فسادت المخدرات وانتشرت حالات الإدمان وحلت الكارثة على المجتمع...!؟ 
والأنكى.. أن الأصوات المحذرة تتخافت يوما بعد يوم ... والخوف كل الخوف أن نصل إلى أيام يصبح فيها السليم المعافى شاذا في المجتمع ومنبوذا من محيطه...؟َ!
أيها المجتمع بكل فئاته ومسؤوليه... 
إن هذا الانتشار المخيف لحالات الإدمان والتعاطي في بلادنا إنما يدل أولا على فشل الكثير من الموجهين والمدرسين والمرشدين والدعاة ورجال الدين في أعمالهم..؟! 
ويدل ثانيا على غلبة أنصار الشيطان في المجتمع وتمكنهم من بسط خططهم وأعمالهم «الإبليسية» في لباس مزركش يغري الكثير من الأجيال الناشئة...؟!
ويدل ثالثا على فساد المفاهيم و«شيطنة» السلوكيات في الجو الشبابي في بلادنا...
والواجب على كل من يرى في نفسه حساً للمسؤولية أن يبادر فورا إلى رفع الصوت لتحذير الناس، وأيضا إلى العمل بجدية كبيرة لإيجاد خطة دينية - وطنية – توعوية تعيد الشباب إلى الميدان المطلوب منهم، وهو ميدان الدراسة والتعلم واكتساب الخبرات، سعياً للوصول إلى مستقبل مشرق، هم فيه القادة والمسؤولون..؟!
إن تغييب العقل عند الشباب جريمة لا تقل عن جريمة قتل النفس، ولا بد من تشديد المحاسبة وتشديد الرقابة وتكثيف حملات التوعية حتى لا نصل إلى زمن «يزهزه» المجتمع في أحلام مزاجه بينما الأمم من حولنا تشير إلينا وتقول: {لَهُمْ قُلُوبٌ لاَّ يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لاَّ يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لاَّ يَسْمَعُونَ بِهَا أُوْلَـئِكَ كَالأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُوْلَـئِكَ هُمُ الْغَافِلُون}..؟!