بيروت - لبنان

اخر الأخبار

20 أيار 2019 12:14ص صلاة التراويح

حجم الخط
إن من خصوصيات شهر رمضان قيام الليل أو صلاة التراويح, قال تعالى: {يا أيها المزمل قم الليل إلا قليلا* نصفه أو انقص منه قليلا أو زد عليه ورتّل القرآن ترتيلا} «المزمل», وقد سمّيت بصلاة التراويح لأن السلف رضوان الله عليهم كانوا يطيلون القيام وتلاوة القرآن ولذا كانوا يستريحون كل أربع ركعات ويجلسون جلسة راحة يشغلونها بالذكر أو الدرس وقد كان أهل مكة يطوفون بالكعبة بين كل ترويحتين, وقد سنّها رسول الله صلى الله عليه وسلم حين خرج ليلة من الليالي في رمضان, فصلّى في المسجد وصلّى بصلاته من علم بوجوده, وفي الليلة التالية اجتمع ناس يرجون خروجه للصلاة خلفه, فلم يخرج صلى الله عليه وسلم, ولما سُئل عن ذلك قال صلى الله عليه وسلم إني خشيت أن تفرض عليكم, ثم صلّى الناس في جماعات متفرّقة كل خلف إمام حتى جمعهم أمير المؤمنين عمر بن الخطاب على الصحابي الجليل أبي بن كعب رضي الله عنه - واستحسن هذا العمل, ومن ثمار قيام الليل الشفاء والعافية، قال صلى الله عليه وسلم: «عليكم بقيام الليل فإنه دأب الصالحين قبلكم ومنهاة عن الإثم ومطردة للداء عن الجسد».

قال الحسن رضي الله عنه: من أحسن في الليل كوفئ بالنهار ولا يعقل أن جسدا بات ساجدا راكعا وقلبا استشعر نور الله في ليله أن يعصي الله في نهاره.

وقال الإمام الخواص: دواء القلب خمسة هي: قراءة القرآن بالتدبّر - خلاء البطن - قيام الليل - التفرّغ عند السحر - مجالسة الصالحين.

فإذا كان الله سبحانه وتعالى قد جعل صيام نهار رمضان فريضة فقد جعل قيام ليله تطوّعا كما وجّهنا المصطفى صلى الله عليه وسلم في قوله فرض صيام رمضان وسننت قيامه ولهذا كان صلى الله عليه وسلم يرغّب أصحابه في قيام رمضان.