بيروت - لبنان

اخر الأخبار

6 كانون الثاني 2020 12:02ص صندوق الزكاة وجمعيات العطاء... الآن جاء دوركم

حجم الخط
يعيش اللبنانيون اليوم حالة بالغة من ضيق ذات اليد... حيث أن الأزمة المالية العامة ناءت بثقلها على رقاب الناس... فضاقت بهم السبل... والسيولة النقدية التي لامست أكفّهم تضاءلت قيمتها الشرائية إلى واحد وأربعين بالمئة وهي إلى مزيد من التراجع...

وفي المحصلة فإن سهام الفقر والعوز ستطال شريحة أكبر.. وفي ذلك خلل اجتماعي كبير... ينتج عنه وبال كبير... وبلاء عظيم... وزلزال يهدّد الأسرة - أي أسرة - في داخلها... وهو لن يوفّر صغيرا ولا كبيرا... وسيدخل إلى عقر بيوت ومؤسسات المسؤولين وأهل الحل والعقد.

وليس أمامنا في مواجهة هذه الأزمة الخانقة إلا تفعيل نظام الزكاة والصدقات وهنأ يأتي دور إدارات المؤسسات التي تجبي أموال الزكاة والصدقات في شهر رمضان وفي غيره من الشهور... والسؤال عن الإنجازات التي حققتها والآثار الإيجابية التي خلّفتها في مجتمعنا الإسلامي في لبنان بعد عشرات السنين من العمل في هذا الميدان.. حيث لم نجد سوى - «بروشورات» وأرقام - ومن يجمع المبالغ التي أنفقتها مؤسسات العطاء التي تجبي أموال الزكاة والصدقات والتي تنشرها يجدها أرقاما كبيرة كافية لمحو الفقر عن كاهل كل مسلمي لبنان.

ولنا في سنغافورة قدوة حيث ان المسلمين فيها يشكّلون حوالى ١٥٪ من إجمالي السكان.. ولهم نظام زكاة بديع يؤدّي الى تحويل الفقير المستحق للزكاة الى غني تجب عليه الزكاة.. فالزكاة في سنغافورة تبدأ من دراسة للأسر المستحقة للزكاة ثم يقوم المجلس الإسلامي بصرف رواتب شهرية ودفع رسوم المدارس والامتحانات لأطفال تلك الأسر.. بالإضافة الى تعليم وتدريب الوالدين في نشاط تجاري معيّن لمدة سنتين وإعطائهم رأسمال لإنجاح مشروعهم.. ثم بعد السنتين تكون الأسر قد خرجت من قائمة المستحقين للزكاة ثم يبدأون بتسديد ما صرف المجلس عليهم بأقساط لا تتعدّى نسبة الزكاة المفروضة من أرباحهم. فأصبح لدى المجلس الإسلامي فائض من نفقات الزكاة وكل المصروفات تظهر بشفافية على صفحة الويب.

وعودٌ على بدء فإن على صندوق الزكاة في بيروت والمناطق وعلى مؤسسات العطاء التي تلمع اسماؤها في رمضان وتتفاخر بمآدب افطاراتها وقتذاك أن تتصدّر المشهد اليوم... وأن تتصالح مع مجتمعها... بأن تنفض الغبار عن دفاترها... وتتصدّى لهذه الأزمة... وأن تعمل بشفافية لكي تكسب ثقة المتبرّعين والمزكّين... وثقة المحتاجين على حد سواء... وان تنشر مداخيلها ونفقاتها علنا... كما كان يفعل الشيخ أحمد العجوز (رحمه الله) في جمعية بناء وترميم المساجد قبل أكثر من نصف قرن.

الآن جاء دوركم الحقيقي... وهذا هو مضمار جدّكم واجتهادكم... وإلا اقفلوا أبوابكم واذهبوا إلى بيوتكم!!!