بيروت - لبنان

اخر الأخبار

5 نيسان 2019 12:02ص ضرورة التخلّي عن سلبية الفهم في الاستعداد لشهر رمضان

حجم الخط
كل عام وقبل دخول شهر رمضان بأيام قليلة نتفاجأ كمسلمين بأنه على الأبواب..؟!
فنعدّ العمل سريعا.. ونجهّز المشاريع سريعا.. ونرتّب أمورنا سريعا.. ونقع تحت ضغط نفسي وعصبي ومادي ولوجيستي لننهي ما نقوم به سريعا.. فتكون النتيجة وللأسف.. «نصف نجاح».. حتى لا نقول كلمة أخرى..؟!
بل حتى كلامنا هذا ربما يأتي متأخّرا.. إذ على كل مسؤول أن يكون استعداده لشهر رمضان قد وصل إلى تمامه في بداية شهر شعبان، ليشرف خلاله فقط على الأمور البسيطة التي تزيد الاستعداد كمالا وجمالا وفعالية.
وقبل أن يبادر أحد بالتبرير أقول...
أعلم أن الحال بكل مجالاته غير جيد، وأعلم أن النفوس محبطة، وأعلم أن المؤسسات عاجزة، وأعلم أن المجتمع يمرُّ بأصعب مراحله، بل وأعلم أن الضائقة الاقتصادية رتَّبت على أعمالنا أمورا لا نريدها...
ولكن أقول أيضا أن إيماني أكبر بأن شهر رمضان شهر القرآن، ويقيني كامل بأنه {وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ}...؟!
ولا يظن أحد أننا بهذا الكلام نعني ما توارثناه من «استعداد أجوف» تكون كل إنجازاته توزيع ربطات خبز و«صناديق مونة» أو ما شابه، ولكن أقصد الاستعداد الفعّال الذي يقرأ الواقع بآلامه ومعاناته فيعمل على تنفيذ المشاريع التنموية والاستثمارية التي تعود على المجتمع بكل أفراده بخير عميم ومصلحة كبيرة تستمر مفاعيلها على مدى سنوات وسنوات... وليس على مستوى ساعات أو شهر واحد..؟!
الناس أيها السادة يحتاجون إلى الدواء.. وإلى العلاج... وإلى الزواج... وإلى حل المشاكل.. وإلى تأمين الدراسة لأولادهم... وربما إلى أدوات ضرورية في المنزل.. وإلى.. وإلى... فلم نحصر الخير في رمضان بالطعام والشراب..؟!
إننا ننادي أولا... بضرورة تغيير النظرة التقليدية لمفهوم «عمل الخير» في رمضان..
وننادي ثانيا... بالتزام «فقه الواقع» لاستطلاع مشاكل الناس والسعي في حلِّها الحل الجذري...
وننادي ثالثا... بأن يكون استعدادنا لشهر رمضان المبارك استعدادا إنسانيا وليس «غذائيا»..؟!
وننادي رابعا.. بأن نعمل بكل جهودنا ليكون شهر رمضان موسما لبدء مسيرة الخير وليس محطة تنتهي مع نهايتها أعمل الخير...
وكل ما سبق لا يمكن أن يكون... إلا إذا عملنا واجتهدنا وأخلصنا في سبيل حسن الاستعداد لاستقبال هذا الشهر الكريم خيريا وثقافيا ودعويا وإنسانيا... فهل نرغب بذلك... أم أن «سلبية الفهم» لشهر رمضان ستبقى المتحكّمة..؟!

  
bahaasalam@yahoo.com