بيروت - لبنان

اخر الأخبار

19 أيلول 2019 12:05ص ضمن فعاليات مؤتمر «فِقه بناء الدول» جلسة خاصة للواعظات

تؤكِّد دور المرأة كبير في تحصين النشء من الأفكار الهدَّامة

الجلسة الخاصة للواعظات الجلسة الخاصة للواعظات
حجم الخط
ضمن فعاليات مؤتمر فقه بناء الدول الذي عقد بالقاهرة مؤخرا.. كان مميّزا تخصيص الجلسة العلمية الثانية بعنوان «جلسة الواعظات» برئاسة د. عبد السلام العبادي أمين مجمع الفقه بجدة, وبعضوية واعظات الأوقاف المصرية وهن: الواعظة/ يمنى أبو النصر, والواعظة/ وفاء عبد السلام, والواعظة/ نيفين مختار, والواعظة/ ميرفت عزت.

حيث أعرب في بداية الجلسة د. عبد السلام العبادي عن إعجابه الشديد بموضوع المؤتمر في ظل الظروف المعاصرة, لا سيما وقد تصدّى لمناقشة هذا الموضوع مجموعة كبيرة من علماء الأمة من أكثر من خمس وخمسين دولة.

ويذكر هنا أن وزير الأوقاف المصري محمد مختار جمعة كان قد سبق وأعلن عن تخصيص جلسة علمية للواعظات في المؤتمر إيمانا منه بدور الواعظات وجهودهن المتميّزة في مجال الدعوة وأدائهن المشرّف فيما أسند إليهن من مهام دعوية وآخرها مشاركتهن المتميّزة في بعثة الحج، إضافة إلى أدائهن المبهر في المؤتمر السابق التاسع والعشرين للمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية.

أبو النصر

أما الواعظة يمنى أبو النصر فأكدت على أن للمرأة دوراً بارزاً ومهماً في بناء الأمم, وهذا ما نشاهده على مرِّ العصور, ولقد كان للمرأة في عهد الرسول (صلى الله عليه وسلم) دورٌ مع الرجل في حياتة اليومية وتشاركه المسؤولية, فكانت بمثابة طوق نجاة للأسرة بأكملها, كما أن للمرأة دوراً كبيراً في نشر الدعوة التي تساهم في تقدّم المجتمع, ثم توالت بعض العصور التي عملت على إضعاف مكانة المرأة، واتخذ بعض أصحاب الأفهام السقيمة قاعدة سد الذرائع حجّة في تهميش دورها, وقد تناسوا أن المجتمع ذو شقين: رجل وامرأة, فإذا تصدَّر الرجل الموقف وحده دون المرأة, صار المجتمع بنصف قوته ويعمل بيد واحدة.

عبدالسلام

وكذلك قدّمت الواعظة وفاء عبد السلام الشكر والتقدير لوزير الأوقاف المصري على دعوته للواعظات للمشاركة في فعاليات هذا المؤتمر, وإتاحته الفرصة لهن للمشاركة ببعثة الحج هذا العام, كما أوضحت أن من أهم أدوار المرأة تربيتها للنشء, حيث قال الرسول (صلى الله عليه وسلم): «كفى بالمرء إثماً أن يضيع من يعول», حيث إن التنشئة المجتمعية للفرد هي مفتاح سلوكه؛ فما دامت التربية صحيحة فسوف تخرّج لنا شخصية سويّة معتدلة في أفكارها, كما أشارت إلى أن للمرأة دوراً كبيراً في نشر الثقافة المجتمعية التي تساعد على تحصين النشء من الأفكار الهدّامة والمتطرفة؛ لذلك لم يعد تعليم المرأة قاصراً على مرحلة معينة, موضحة أن من أبرز الأمور التي تقف عائقاً أمام المرأة هى الأميّة بأنواعها, فمعرفة لا تنجب ثقافة تؤدّي إلى ضياع المجتمع.


الداعية يمنى أبو النصر


مختار

{ من جهتها أكدت الواعظة نيفين مختار أن حضور المرأة لهذا الحفل العلمي دليل واضح على إيمان الدولة ومؤسساتها بدور المرأة المؤثر في المجتمع, ونرى الإسلام اهتم بها اهتماما بالغا، وكفل حريتها وزاد من كرامتها, ولها دور بالغ الخطورة في تربية الأولاد، كي ينشأ جيل يعتمد عليه في بناء بلده ومستقبله, ويستطيع الدفاع عن وطنه؛ لأن الدفاع عن الأوطان من أهم مقاصد الأديان، ولضمان نجاح الأسرة لا بد وأن يكون هناك حوار مفتوح وقنوات نافذة بين الأم وأبنائها, ففي كثير من المواقف تكون الأم هي حلقة الوصل بين الأب والأبناء, فزادت مكانة على مكانة, فكان شأنها العظيم يتمثل في غرس الوطنية في نفوس أبنائها الذين هم قادة الغد ومستقبل الأمة.


الداعية نيفين مختار

عزت

{ كما وجهت الواعظة مرفت عزت الشكر والتقدير لكل الساعين لتمكين المرأة ودعمهم لقضاياها مشيرة إلى أن الإسلام رفع قدر المرأة وأعلى من شأنها وجعل العلاقة بين الرجل والمرأة علاقة تكاملية, فالإسلام ساوى بين الرجل والمرأة في أحكام كثيرة، مؤكدة أن دور المرأة في بناء الدولة لا يقل أهمية عن الرجل, والمصادر التاريخية خير شاهد على ذلك, فالسيدة خديجة أم المؤمنين (رضي الله عنها) أول من آمن بالنبي صلى الله عليه وسلم وربطت على جأشه وقالت: «أبشر فوالله لا يخزيك الله أبدا؛ إنك لتصل الرحم، وتصدق الحديث، وتحمل الكل، وتقري الضيف، وتعين على نوائب الحق», ودور السيدة عائشة أم المؤمنين (رضي الله عنها) ظاهر وواضح في نشر الدعوة الإسلامية ونقل تعاليم الدين إلى سائر المسلمين, وكذلك السيدة أم سلمة أم المؤمنين (رضي الله عنها) في صلح الحديبية خير شاهد على رجاحة عقل المرأة وقدرتها على سياسة الأمور وقيادتها.

مضيفة أن المرأة قبل الإسلام قد شاركت مشاركة فاعلة في تأسيس الدولة, فالسيدة هاجر (عليها السلام) قالت: «إذن لا يضيّعنا الله», مبيّنة أن مصالح الأوطان من صميم مقاصد الأديان, وكل ما ينال من قوة الدولة يتنافى مع القيم الدينية والوطنية.

الداعية ميرفت عزت