بيروت - لبنان

اخر الأخبار

18 كانون الثاني 2019 12:01ص عن المصارف الاسلامية أكتب...؟!

حجم الخط
ربما يمتعض البعض من مقالي هذا.. 
وربما يصفني البعض بما لا يليق...
بل وربما يشكك البعض في ديني ويقول إنني أدعو لما حرم الله تعالى.. 
ولكن ما أكتب إلا لمعاناة عايشتها عند كثير من الناس ورأيت أنه واجبي أن أكتب...
أقول بداية أن الربا محرمة بإجماع العلماء.. وأن ما أمر الله به هو الأنسب والأصلح والأقوم لناس وللبشرية كلها ..؟!، بل إن إيماني الكامل هو بقول الله تعالى: {يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ وَذَرُواْ مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ}..
ولكن دعونا نتصارح في زماننا هذا الذي امتلأ بسوء العمل وبأمور أخرى..؟!.. 
هل البنوك الإسلامية التي انتشرت في مختلف المجتمعات العربية تعطي النتيجة المطلوبة منها كما أراد الله تعالى..؟!
وهل ساعدت هذه المصارف بأسلوب عملها الناس على الالتزام بشرع الله في التعاملات المالية.. أم يا ترى نفّرت الناس وجعلتهم يفرون منها إلى المصارف الربوية..؟!
الجواب بكل أسف... أن أعدادا كبيرة من المسلمين فروا مع سابق الاصرار والترصد من المصارف الإسلامية نحو البنوك الربوية.. والسبب سوء التعامل وسوء تطبيق ما امر الله تعالى.؟!
نعم.. صحيح أنهم خرجوا من شبهة الربا وتركوا حرمتها.. وتركوا معها ما حرم الله تعالى من ظلم وافتراء وسحت في التعاملات المالية.. 
ولكنهم بكل أسف وقعوا في حرمة استغلال حاجة الناس أولا... وفي حرمة التعسير على المحتاجين ثانيا.. فبات التعامل معهم أكثر كلفة وعبئا وظلما على الإنسان المسلم..؟!
فبعضهم يشترط عليك شروطا تعجيزية .. لو كنت مالكا لها لما احتجت إلى التعامل معهم أصلا..؟!
وبعضهم.. يضع عليك غرامات أكثر وأكبر من غرامات المصارف الربوية...؟!
وأكثرهم يستثمر عاطفتك الدينية ليحقق المزيد في الأرباح في تعاملك معه، فيسيء إليك وتنعدم الرحمة في قلبه تجاهك... وحجته دوما «نحن نعمل بالحلال»..؟!
إن تحريم الربا في أساسه يهدف إلى منع أصحاب المال من استغلال حاجة الفقير أو المحتاج والضغط عليه... في سبيل تأمين التيسير على كل محتاج من باب الأخوة الإيمانية والعدل في التعامل، فكيف إن كان ما حرم الله يُمَارس عند البعض تحت ستار شرع الله..؟!
أعلم أن الكلام قاسٍ... ولكن للأسف الواقع أقسى منه..؟!
إن المجتمع الذي يقدم الحلال بصعوبة كبيرة تحيط به أسباب لا يقدر عليها أحد.. في مقابل حرام يقدم للناس بسلاسة ويسر وحسن عمل واحترافية في التعامل ومراعاة للظروف والأحوال هو مجتمع انقلبت موازينه وساءت مفاهيمه واضطربت أساسيات العمل والفكر فيه..؟!
لا نكتب هذا الكلام لنقول للناس هلموا إلى البنوك الربوية... 
ولا نكتبه لنقول لهم فرّوا عن المصارف الإسلامية.. 
ولكن نكتب لنقول للمعنيين جميعا.. 
إن عملكم يقدم باسم الدين.. وكل تعاملاتكم التصقت به كلمة (إسلامية)... 
فأحسنوا العمل لله أولا وقبل أي شيء.. وإلا تشوهت صورة الدين وأوامره في عقول الناس وكنتم أنتم السبب..؟!