بيروت - لبنان

اخر الأخبار

26 تموز 2018 12:03ص فإن مع العسر يسراً

حجم الخط
من لطف الله ورحمته أن جعل مع العسر يُسرَيْنِ، ولم يجعل مع اليسر عُسريْنِ؛ {فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا* إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا}، قال ابن عباس: يقول الله تعالى: {خلقتُ عسرًا واحدًا بين يسرين، فلن يغلبَ عسرٌ يسرينِ}.
ولكن يبقى السؤال الأبرز.... ما هو طريق تحصيل هذا اليسر..؟!
لقد اقتضت سنَّةُ الله وحكمته أن اليسر يأتي مع التقوى؛ قال الله تعالى: {وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا}, قال سبحانه: {وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا}..، وبالتالي العكس صحيح... مع الظلم والإثم والإصرار على المعاصي والفسوق يأتي التضييق والعسر، تأمل قوله تعالى: {فَبِظُلْمٍ مِنَ الَّذِينَ هَادُوا حَرَّمْنَا عَلَيْهِمْ طَيِّبَاتٍ أُحِلَّتْ لَهُمْ وَبِصَدِّهِمْ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ كَثِيرًا}، وأيضا قوله  تعالى: {وَأَمَّا مَنْ بَخِلَ وَاسْتَغْنَى  وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَى فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَى}، فاليسر لا يكون إلا بالتقوى والطاعة والالتزام والعلم والعبادة... يقول النبي  صلى الله عليه وسلم : «النصرُ مع الصبر، والفرج مع الكرب: وإن مع العسر يسرًا». 
ولكن على الشباب جميعا أن يعلموا أن هذا العسر الذي قد يكون في حياتنا يحتاج إلى الصبر والثبات...  والثباتُ الحقيقي هو وقت الأزمات والمحن؛ فالقرآن الكريم يخبرنا أنه عندما تشتد الأزمةُ يزداد الناس تفاؤلاً بنصر الله: {حَتَّى إِذَا اسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُوا جَاءَهُمْ نَصْرُنَا}، فاليأس يوقف الإنسانَ عن العمل ودفع الضرر، ويجعله سلبيًّا فيشل طاقتَه الفكرية والعملية..
إذن... يا كل شاب وفتاة.. مهما اشتدت الأمور أو ضاقت الأحوال.. تفاءلوا وأبشروا فإن اليسر قد اقترب.. ولا تيأسوا ولا تبتئسوا ولا تحزنوا ولا تتوقفوا عن العمل بل لتكن عزيمتنا قوية بإذن الله ولنعمل بجد واجتهاد حتى ننال الأجر يوم القيامة..
فالمطلوب اليوم ونحن نمرّ بهذه الظروف السيئة التي تخيم على بلادنا أن نتحلى بالصبر، وأن نطبق مقتضيات هذا الصبر في كل أمور حياتنا، وأن نعلم تمام العلم أن وعد الله سيكون لا محالة، والفوز كل الفوز لمن التزم ففاز ..
.