بيروت - لبنان

اخر الأخبار

14 تموز 2020 12:00ص فانوس في نداء إلى مفتي الجمهورية: وضعنا الحالي لا يبشّر بأي خير

حجم الخط
وجّه رئيس «المركز الثقافي الإسلامي» الدكتور وجيه فانوس نداء إلى مفتي الجمهورية اللبنانية الدكتور الشيخ عبد اللطيف دريان، معتبرا أنه «بصفته هذه، مفتيا للجمهورية، يتجاوز انتسابه إلى طائفة بعينها، ليكون منتميا بمسؤوليته الكلية إلى الجمهورية اللبنانية، بعموم من فيها وما فيها». 

وقال في بيان: «إن تعهدات منصبه هذا، تستغرق، بحكم ما في الدين الحنيف من سماحة ورؤية إنسانية، من هم في طائفته ومذهبه، كما تجمع في تطلعاتها ووعيها، كل من هم في الجمهورية من مواطنين ومسؤولين».

أضاف: «أقصد مقام مفتي الجمهورية اللبنانية المكرم، لأطلب منه، بكل بساطة وعفوية وإخلاص والتزام وطني، والبلد على ما هو فيه من تخبط مرعب، أن نعود مع سماحته إلى تعويل لنا متجدد لتجربة «اللقاء الإسلامي» الذي انطلق سنة 1983. لقد كان «اللقاء»، فكرة ومبدأ ومهمة، عاين حكمتها الوطن، رؤية ورأيا، وعاش ناسه نجاحاتها قولا وفعلا، مع سماحة مفتي الجمهورية اللبنانية، آنذاك، الشهيد، الشيخ حسن خالد، رحمه الله. والأمل، كل الأمل، أن يصدر عن مقام مفتي الجمهورية اللبنانية، ما يدعو به أهل السياسة والفكر والاقتصاد والاجتماع، إلى التلاقي في رحاب «دار الفتوى»، وإلى التدارس الوطني المسؤول لما يجب القيام به، من خطوات تنظيمية، وما يلزم الوصول إليه من قرارات وطنية، سعيا إلى إنقاذ البلد وأهله من السوء الذي يخيم فوق رؤوسهم، والخراب الذي يسعى جاهدا إلى امتلاك وطنهم».

وتابع: «الوضع الحالي لا يبشر بأي خير، والمسؤولية ملقاة الآن على عاتق جميع اللبنانيين. والأمل، كل الأمل، أن نقف وراء عمة الإفتاء في الجمهورية اللبنانية، في سنة 2020، كما وقف لبنان، من أقصاه إلى أقصاه، سنة 1983، وراء عمة الإفتاء، إذ كان سماحة مفتي الجمهورية اللبنانية، حينذاك، الشهيد الجليل الشيخ حسن خالد، في صلاة «عيد الفطر»، التي أقام في «الملعب البلدي» في بيروت، والتي تابعه فيها اللبنانيون على تنوع معتقداتهم الدينية وتعدد توجهاتهم المذهبية واختلاف مناطقهم الجغرافية، بل وتشابك توجهاتهم السياسية فيما بينها وربما تنافرها».

وأردف: «لقد أعلن، سماحة الشهيد الكبير وقتذاك، المبدأ الوطني الذي ما ما فتئ يمثل، إلى اليوم، المطلب الأساس لغالبية اللبنانيين، وخاصة الشباب منهم، للنهوض بالوطن بعيدا عن تقيدات المحاصصة وعلاقات التبعية وإذلال الاستزلام، إذ قال، رحمة الله عليه، «إن في الوطن - على صغر مساحته - متسعا لجميع أبنائه على أساس من العدالة وصون الحريات، وإن أية فئة من الفئات لا يمكنها أن تبني لبنان على صورتها، سواء كانت حزبية أم طائفية أم عنصرية، لأن لبنان لا يمكن أن يكون إلا على صورة من التجانس البديع بين جميع طوائفه، تظلله الكرامة وتحفظه قواعد العدالة والمساواة».

وختم: «إنني، إذ أتشرف، بنقل هذه الدعوة، فإنما أنهض في رحابها بناء على ما قمت به، خلال هذه المرحلة المؤلمة، من اتصالات وشاركت فيه من لقاءات وسعيت إليه من استكناه للتطلعات الوطنية. ولقد كان كل من التقيت، من ناس الوطن كافة، حريصا على وجود لبنان، ومتمسكا بوحدته وطامحا أبدا إلى عزته وازدهاره، رغم ما قد يكون بين هؤلاء الذين التقيتهم، من تشابك أو اشتباه أو تداخل أو التباس، في المعتقدات الدينية والتوجهات السياسية، بيد أنهم متلاقون في مجالات الحرص الوطني على سلامة لبنان وأمنه وأمانه ودوام ازدهاره».