بيروت - لبنان

اخر الأخبار

11 كانون الأول 2018 12:02ص فتن كقطع الليل

حجم الخط
هل نحن مخطئون إذا قلنا اننا نعيش في عصر الفتن؟
كلا، بل نحن نجزم بذلك والفتن تحيط بنا وبأمتنا من كل جانب. والفتن، نجّانا الله منها ، جمع فتنة وهي الاختبار والابتلاء، وقد استعملت في كل أمر مكروه.
هذه الفتن ذكرها رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وحذرنا منها مراراً، فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم  قال: «بادروا بالأعمال فتناً كقطع الليل المظلم ، يصبح الرجل مؤمناً ويمسي كافراً، ويمسي مؤمنا ويصبح كافراً، يبيع دينه بعرض من الدنيا».
قرأت في إحدى وكالات الأنباء خبراً يفيد أنه يسبح في الفضاء اليوم ما لا يقل عن ثلاثة عشر ألف قناة فضائية، ومعظم هذه القنوات ما جنة فاسدة تنشر الفتن والبلاء والمجون في شتى أقطار المعمورة، فتدمر القيم الأخلاقية، وتعلم الناس الفساد، وتبعدهم عن الدين والتقوى، وتنزع من قلوبهم مخافة الله، وتسهل لهم طرق المعاصي وارتكاب المنكرات وحب الشهوات، فطوبى لمن حصّن نفسه ووقى أولاده من شر الفضائيات.
وما يقال في الفتن التي تمطرها الأقمار الصناعية وتبثها عبر أجهزة التلفزة ينطبق أيضاً على فتن الانترنت الذي استشرى فساده بين الشباب ، وكان سبباً في اقامة العديد من العلاقات المحرمة بين الجنسين، سواء من المتزوجين أو غير المتزوجين، وكان معولاً هادماً لكثير من العلاقات الأسرية بالطلاق والخصومات والفتن.
لقد كثرت في هذا العصر الذي نعيش فيه فتنة النظر الى الحرام من خلال ما يُعرض في القنوات الفضائية والمجلات ومواقع الانترنت وما يتناقله النّاس من صور ومقاطع فيديو محرمة عبر الهواتف المحمولة وغير ذلك، وهي فتن من تركها ونجا منها كان من الفائزين.
وهناك فتن أخرى بدأ ينجرف معها النّاس بشكل جنوني في هذا العصر وهي خطيرة، منها فتنة المال الحرام، فكثيرون من الناس يحللون لأنفسهم أموال الربا وقبول الرشاوى أو تقديمها نظير خدمة من الخدمات أو غرض من الاغراض، وبيع البضائع المحرمة كالخمور والملابس غير الشرعية التي أصبحت تملأ واجهات المحلات..
ولعل أخطر الفتن التي تتعرض لها أمتنا الإسلامية اليوم هو ما يقوم به أعداء الإسلام من بث روح التفرقة والخلاف بين المسلمين وزرع روح الفتنة والخلاف في نفوسهم حتى يحارب بعضهم بعضاً، فترى في الفضائيات قنوات يشن أصحابها حملات ضد هذا الفريق أو ذاك، وهم بتصرفهم هذا يعملون على إيجاد شرخ بين المسلمين وزرع التفرقة في نفوسهم خدمة لأعداء الإسلام المتربصين به شراً..
ومن الفتن التي يتعرّض لها المسلمون اليوم أيضاًً فتنة النساء فلقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم  انها ستكون أكبر الفتن على أمته وارتكاب المحرمات واغواء الرجل دون خجل، فقال عليه الصلاة والسلام «أخوف ما أخاف على أمتي من بعدي فتنة النساء على الرجال».
نحن نعيش في زمن مليء بالفتن فعلينا أن نتنبّه لها ونحصّن أنفسنا ضد وبائها وخطرها، وقد أعلمنا رسول الله بمجيء هذه الفتن على أرض المسلمين حتى يلتبس عليهم معرفة الحق، كلما ظهرت فتنة قال المؤمن: هذه مهلكتي ثم تنكشف ويظهر غيرها..
اللهم نجّنا من الفتن ما ظهر منها وما بطن!

خليل برهومي