بيروت - لبنان

اخر الأخبار

22 تشرين الثاني 2023 12:00ص في ذكرى الاستقلال العلماء يؤكّدون: على الجميع أن يعمل لتحقيق شعار «كلّنا للوطن» بكل ما تعنيه الكلمة من معنى

القاضي الشيخ أحمد درويش الكردي القاضي الشيخ أحمد درويش الكردي
حجم الخط
تمرُّ علينا ذكرى الاستقلال هذا العام وبلادنا ما زالت كما سنوات مرّت تتخبّط بالأزمات المعيشية والاقتصادية والسياسية والاجتماعية التي تستنزف العباد والبلاد...
ذكرى تأتي في ظل تأزّم جديد نعاني منه ويحدث على أرض فلسطين الحبيبة..
وهنا لا بد أن نتساءل...
أي استقلال الذي يعيشه المواطن اللبناني وهو يئنّ تحت وطأة الأزمات المتلاحقة والمستمرة والمتزايدة..؟!
أزمات طالت لقمة العيش اليومية ومسائل الاستشفاء والدواء والماء والكهرباء والغذاء..
مع استمرار فاضح لهدر خيرات البلاد.. فهل نحن فعلا نعيش في استقلال؟! 
إن الاستقلال الحقيقي هو الاستقلال الذي يحفظ للإنسان كرامته وعزّه في بلاده..
وهو الاستقلال الذي يفتح آفاقاً مشرقة لأجيالنا الصاعدة الذي باتت الهجرة من بلاده حلما يتمنّاه..؟!
نعم.. إن الاستقلال الحقيقي هو الاستقلال الذي دعانا إليه ديننا الإسلامي بحفظ كرامة وإنسانية الإنسان..
فماذا يقول الدعاة والعلماء في هذه الذكرى؟

الكردي

بداية قال القاضي الشيخ أحمد درويش الكردي: الاستقلال يعني خروج المستعمر من البلد الذي احتلّه ولم يعمّره وسرق خيراته واستغلّ قدراته لمآربه الاستعمارية وليس لمصلحة البلاد والعباد... وحقيقة الاستقلال بالمفهوم الصحيح تعني عدم التبعية لأحد مهما كَبُرَ أو صَغُرَ، وإننا بهذه المناسبة نهنئ اللبنانيين باستقلالهم من المستعمر الفرنسي وخروجه من أرض الوطن بعدما قامت رجال أحرار بمواجهة الاستعمار وإلزامه بالخروج رغماً عنه من وطننا العزيز لبنان...
ولكنَّ الكثير من رجالات السياسة اليوم بل جلّهم لم يُخْرِجُوا المستعمرَ من عقولهم وقلوبهم... فهم لم يبلغوا حُلُمَ الإستقلال بعدُ، وهم إلى الآن بتبعية مطلقةٍ للمستعمر أو غيره لتحقيق مصالحهم الضيقة على حساب الوطن العزيز على قلب كل مواطن مخلص يحب بلده ووطنه لبنان... وإننا بهذه المناسبة العظيمة نطالب بمحاسبة كل من تعدّى على المال العام أو فرّط بحقوق الوطن والمواطن وأوصل البلد إلى فقر وعوز وخوف وقلق وندعو إلى رفع الحصانة ورفع السرية المصرفية عنهم عن كل السياسيين الذين اشتغلوا بالعمل العام منذ ثلاثين سنة وإلى الآن سواءٌ كانوا مستمرين بالعمل العام أو تركوه لكبر سن أو موت، وتمكين القضاء من المحاسبة الجنائية لهم جميعاً بل ونطالب محاسبة كل الوزارات وخاصة وزارة المالية ووزارة الطاقة ووزارة المهجرين وسائر الوزارات والإدارات وكل الهيئات المالية والصناديق التابعة للدولة، فلا يصح أن تكون المحاسبة هوائية انتقائية... بل يجب أن تكون شاملة وبكل شفافية ونزاهة.
وأضاف: إننا نهنّئ الجيش اللبناني والقوى الأمنية كافة بعيد الاستقلال وندعوهم أن يكونوا حماة الوطن وسياجه المتين والدفاع عن المواطن والحرص على حقوقه المدنية، ونتمنى أن يكون عيد الإستقلال القادم قد رجع لبنان ليكون بلد المحبة والازدهار وتحقيق شعار كلنا للوطن بكل ما تعنيه الكلمة من معنى وتعود السعادة والطمأنينة في قلوب المواطنين بل ومحبي هذا الوطن والمقيمين فيه، ونكون قد ارتحنا من كل الأشرار والظالمين الذين شرَّدوا أولادنا وأحبابنا من وطنهم لبنان في أرجاء الدنيا شرقاً وغرباً طلباً للأمان والرزق بكرامة، اللهم أعطهم ما يحبوه لنا وللوطن. ولا ننسى ما يفعله الإحتلال الصهيوني في غزة وفلسطين من قهر وسحق وإبادة للأطفال والنساء والشيوخ الآمنين في بيوتهم فقد دمّروا كل شيء على رؤوس الناس فطاولت أيدي النازية والإجرام المستشفيات والمدارس والمساجد والكنائس والمخيمات والبيوت ومنعت عنهم الماء والدواء والغذاء والطعام والوقود وكل ما يمتّ للحياة بصلة... وعلينا أن نكون عونا لأهلنا في غزة وفلسطين ونساندهم بكل ما يمكن حتى يندحر المحتل الصهيوني الغاشم وفي الختام أقول لقد أشرقت شمس الحرية والعدالة على الأرض فلن تغيب حتى تقضي على الظلم والإستبداد والعبودية والقهر في كل أرجاء الأرض حتى تنعم كل شعوب الأرض بالحرية والكرامة والمحبة فيما بينهم... والقضاء على كل أسباب الكراهية.

الحاج شحادة

أما القاضي الشيخ حسن الحاج شحادة فقال: يمرُّ لبنان في هذه الأيام في مرحلة من أصعب المراحل التي شهدها، ولم يشعر اللبنانيون بصعوبة هذه المرحلة من قبل حيث انها طالت جميع الطبقات والمرافق الحيوية ومعيشتهم اليومية، ولذلك نأمل أن يكون هناك فعلاً استقلال حقيقي عن كل المحيط القريب والبعيد وأن يترك للبنان حرية اختيار مصيره ومستقبل أبنائه وشعبه.
وبالتالي على كل مسؤول أن يعمل لتحقيق الأهداف التي ينشدها الشعب اللبناني الشريف من قلبه ووجدانه دون دفع من أحد وهي بالمرتبة الأولى المطالب الشعبية الحياتية والحقوق الإنسانية لكل مواطن لبناني.
وقال: نريد استقلال كل مواطن ومسؤول عن تبعيته لأي جهة كانت ويهتم بوطنه وشعبه وأهله لتحقيق مطالب أبنائه وأهله ومحيطه الذي انتخبوه وجعلوه محل ثقتهم، ولذلك ينبغي أن ننظر فقط من ناحية إيجابية لما يطالب فيه النّاس وهو عبارة عن استقلال ذاتي للمواطن والمسؤول اللبناني عن ما يحيط به من أهداف سياسية ومراجع سياسية خارجية من أي نوع كانت وتحت أي شعار كان لأن لبنان يدفع الثمن غالياً في اعتماد هذه المنظومات التابعة ولا يأتيه منها إلّا الضرر والإساءة وما وصل إليه لبنان اليوم إلّا نتيجة لهذه السياسة المتبعة سابقاً ولا أشمل جميع السياسيين بهذه الارتباطات إنما من هم يحملون هذه الصفات ويعرفون أنفسهم وعليهم أن يعيدوا النظر في قراراتهم، اما أن تكون لبنانية محض أو وطنية بامتياز واما انهم شركاء في خراب هذا الوطن.
وأوضح انه لقد آن الأوان أن يستقل لبنان ليس جغرافياً ودولياً ويبقى شعبه غير مستقل ذاتياً عن محيطه القريب والبعيد.
وهنّأ القاضي شحادة لبنان بجيشه وقواته الأمنية كافة الذين اثبتوا استقلاليتهم الفعلية عن أي جهة كانت سوى ولائهم للشعب وللمواطن والوطن، قائلا: أتمنى للبنان استقلالاً ذاتياً سياسياً واجتماعياً وأمنياً، ولتكن المؤسسات الأمنية بما تمثل هذه هي القدوة لوحدة الوطن ووحدة مؤسساته والتفاهم حول وحدة لبنان وسلامته.