يشهد لبنان منذ الأسبوع الفائت العديد من المظاهرات شملت مختلف المناطق اللبنانية من شماله لجنوبه، ومظاهرات مطالبة بقمع الفقر والجوع والذلّ واسترجاع الأموال المنهوبة من القادة والسياسيين الذين تخمت معدتهم وجيوبهم من أموال الفقراء..
انتفاضة أو ثورة الجوع هي ثورة وصورة حقيقية لما يشعر به المواطن اللبناني من فقر وجوع حتى أصبحنا نموت على أبواب المستشفيات كالأغنام النافقة.
وكم هي جميلة تلك الثورة التي وحّدت اللبنانيين جميعاً وجعلتهم يداً واحدة لمكافحة الفساد ومعاقبة المفسدين ولبناء وطن لبنان الجديد بعيداً عن الطائفية والمذهبية.
ثورة اللبنانيين وحّدتهم وفرضت القوة في قلوبهم لمواجهة حيتان الأموال...
صرخات مدوّية تملأ الساحات وتندّد بالمسؤولين وتطالبهم بالرحيل وإعادة ما سرقوه من شعوبهم.
فكيف ينظر العلماء لما يجري في البلاد؟ وما هي كلمتهم إلى الشعب؟!..
غندور
{ بداية قال القاضي الشيخ زكريا غندور: كم نتمنى أن تكون هذه اليقظة صادقة من الجميع، وأن يجتمع اللبنانيون على كلمة واحدة وبارقة الأمل التي تعيد للإنسان حقيقة لبنان، هذا الاجتماع القوي الذي خرج القائمون فيه عن كل الأعراف والتقاليد التي قيّدتهم وجعلتهم عبيد للآخرين وما بعض الرسائل التي نسمعها بواسطة رسائل التواصل الإجتماعي إلا صورة حقيقية ان هذه الأمة جحدت كل هؤلاء حتى لم تعد تصدّقهم ولم تعد تتحمّلهم وتتحمّل قهرهم وعذابهم لشعبهم حتى المسؤولين عرفوا هذه الحقيقة ولذلك قيل عن كثير غادروا لبنان بطريق البحر خائفين على أنفسهم لأنهم سارقو الوطن والشعب.
وأضاف: انها انتفاضة وثورة حقيقية في وجه الظلم والفقر والوجع والألم، لذلك نقول للبنان آن لنا أن نقف الموقف الواحد بوحدة الكلمة وإنقاذ لبنان وإعادته إلى صورته الحقيقية كأفضل البلاد حضارة وقِيَم وليس له مذهب وليس له راية إلا راية وطنه فقط... وسينتصر الحق على الباطل في نهاية الأمر.
القاضي الكردي
{ بدوره قال القاضي الشيخ أحمد درويش الكردي : منذ أسبوع والشعب اللبناني بكل أطيافه منتفض وثائر على الفقر والجوع وعلى كل الطبقة السياسية وكل من يلوذ بها، مطالباً بالتغيير الكامل للسلطة الحاكمة من أعلى الهرم حتى قاعدته وتسليم السلطة لحكومة انتقالية تكون برعاية الجيش اللبناني، المؤسسة التي لا زالت ولا تزال محل ثقة الجمهور اللبناني لتقوم بالتغيير والمحاسبة وتشكيل لجنة قضائية مالية لأخذ القرار اللازم بحق من نهب وسرق واغتصب المال العام من كل السياسيين وأتباعهم وأزلامهم منذ العام ١٩٩٠ وحتى ٢٠١٩ وبدون انتقائية لأي كان أحياءً وأمواتاً من خلال ورثتهم وإلغاء كافة الضرائب والرسوم والغرامات الباهظة التي تفقر الشعب وتلاحقه إلى فراش نومه وسقف بيته ووجوب تحقيق العدالة المجتمعية لكل أفراد المجتمع اللبناني من أقصاه إلى أقصاه في التعليم والطبابة والضمان الاجتماعي وتأمين فرص العمل للجميع كل بحسب شهادته وكفاءته ورفع الحد الأدنى للأجور وإلغاء الطائفية السياسية والمجتمعية التي استغلّها السياسيون بكل طوائفهم لتفرقة الشعب اللبناني الأصيل والصعود على أكتافهم للمناصب والمكاسب مع المحافظة على الأحوال الشخصية لكل طائفة لأن صيانة الأسر والعلاقات المجتمعية هي بحسب تشريع الرب جلّ وعلا وليس بحسب الأهواء والأشخاص الذين يسعون لتدمير الأسر في وطننا العزيز واستغلال المرأة واعتبارها سلعة للإعلان والجنس فقط... مع وجوب تعديل قوانين الأحوال الشخصية بصفة دائمة لتكون بخدمة الجميع وخاصة المرأة والطفل.
وقال: لذلك أنا أحيي كل شاب وشابة وكل رجل وامرأة في كل المناطق اللبنانية الذين خرجوا يطالبون بحقوق الشعب اللبناني العظيم والذين استطاعوا بخروجهم تخطّي المذاهب والطوائف والمناطق وتوحّدوا بوجه الفساد والمفسدين وكل الطبقة السياسية التي سيطرت على مقدّرات البلد مطالبين بحكومة مؤقتة وانتخابات نيابية مبكرة على أساس لبنان دائرة واحدة وإلغاء النفوذ السياسي الطائفي والتوظيف على أساس الكفاءة وليس الطائفة، وأن يكون الجيش اللبناني والقوى الأمنية وسلاحها الشرعي هو الضامن للسلم الأهلي وحدود الوطن وتحرير الجنوب وعلى أن يكون الوطن وحب الوطن والولاء للوطن والدفاع عن الوطن هو شعار كل مواطن. دمتم أيها الشباب بحيويتكم وحفظ الله لبنان ومواطنيه من كل شر وبلاء وسوء.
القاضي الشيخ أحمد درويش الكردي
حداد
{ أما الشيخ د. أسامة حداد، المفتش العام للأوقاف الإسلامية، قال: إنطلاقاً من قول الله تعالى: {ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر} وإنطلاقاً من قول النبي صلى الله عليه وسلم حينما قال «من رأى منكم منكراً فليغيّره»، فان ما يجري في هذه الأيام من صرخة شعب متألّم من واقع ناتج عن الفساد الإداري والمالي لكثير من أركان الحكم أوصل البلاد إلى شبه إفلاس مالي وأدّى إلى نزول النّاس إلى الساحات لتصرخ في وجه الفساد، والناس يحتاجون إلى محاسبة الفاسدين واسترجاع الأموال المنهوبة لإعادتها إلى مصلحة الشعب المنكوب، فهذه الأموال ان عادت تكفي لسد الدين العام وإنعاش البلاد ويكفي المواطنين أعباء مالية بلا مقابل من خدمات وطبابة وعيش بكرامة، وهذه المطالب محقة ونحن معها ولكننا لسنا مع الاعتداء على الأملاك العامة والخاصة، ولسنا مع انتهاك الحرمات حول بيوت الله ودور العبادة، واننا مع حرية التعبير بالأسلوب الحضاري الراقي مع عذرنا لبعض الصرخات المدوّية من ناس متألّمين ومقهورين.
ولكن علينا أن ننتبه إنه إذا طالبنا بإسقاط النظام فإلى أين ستذهب البلاد؟!! من هنا نطالب بإصلاح النظام ومحاسبة الفاسدين أمام النّاس والإعلام حتى يكونوا عبرة لغيرهم، ان الثروات التي جُنيت من المال العام هي مال حرام وينبغي معاقبة المرتكبين وتنحيتهم عن المسؤولية ومحاسبتهم بأشدّ أنواع الحساب.
وتابع قائلاً: أدعو اخواني المتظاهرين إلى الحكمة في التصرّف والوعي من أي مندس يشوّه حقيقة مطالبهم بتصرّفات لا أخلاقية بعيدة عن قيمنا وأخلاقنا، وأدعو المسؤولين إلى العمل بجديّة للكشف عن الفاسدين كائن من كان ومهما علت مناصبهم ووضع ذلك أمام الرأي العام.
وأضاف: وان واجب الدعاة في توجيه النّاس إلى ما فيه البناء لا الخراب وما فيه الإصلاح ومنع الفساد وقول الحق بالأسلوب الحكيم.
واننا نقدّر الجهود التي يبذلها الجيش اللبناني والقوى الأمنية في ضبط الأمن وحماية المتظاهرين من أي أذى، ونأمل من الجميع الحفاظ على هذا الوطن بعيشه المشترك وأمنه الاجتماعي.