بيروت - لبنان

اخر الأخبار

3 آب 2020 12:04ص في عيد الأضحى المبارك العلماء للمجتمع: علينا أن نعود إلى الله جميعاً حتى يرزقنا حسن التغيير

حجم الخط
عيدٌ بِأَيَّةِ حالٍ عُدتَ يا عيدُ.. هذه حال المسلمين في هذه الأيام الفضيلة محزنون على مع آلت إليه الأوضاع بسبب جائحة كورونا والتي حرمت المسلمين المؤمنين من أداء فريضة الحج لهذا العام من الشعور بفرحة عيد الأضحى المبارك...
عيد الأضحى حزين هذا العام.. فلا أضاحي بسبب الضائقة الاقتصادية إلا ندرة قليلة من الميسورين..
عيد الأضحى يأتي تحت وابل من الأزمات الاجتماعية والاقتصادية والصحية.. تفرض على الجميع الاختصار في مستلزمات الحياة وربما سيكون العيد هذا العام وحيداً بلا صلة رحم ولا زيارات ولا لقاءات.. ولكن رغم كل ذلك يجب أن تكون ثقتنا برب العالمين قوية بأنه منقذ البشرية من البلاءات والمصائب.. وأن تكون شعائرنا بعيد الأضحى المبارك هي للتقرّب من الله سبحانه وتعالى والتضرّع إليه بأن يزيل هذه الغمّة عن الأمة.. ماذا يقول ويتمنى العلماء في عيد الأضحى في ظل الظروف التي نعانيها؟.. هذا ما سنناقشه في تحقيقنا التالي:

شحادة
- بداية، قال القاضي الشيخ حسن الحاج شحادة انه يمرّ علينا هذا العام العيد الكريم, عيد الأضحى المبارك, في ظل أجواء لم يشهد لها العالم من مثيل سواء من الناحية الصحية أو الطبية أو البيئية وخاصة الاقتصادية.. وأرى أن هذه الأزمات إنما هي نتيجة للتباعد التي حصل ونتج عن الابتعاد عن تعاليم الدين الحنيف وتعاليم الديانات السماوية الأخرى منها علماًً ان الدين عند الله الإسلام وتعاليم هذا الدين ترتبط على جميع الرسالات السماوية.
وتابع قائلاً: وهذا رغم ما نعانيه كبشرية علينا أن نكون واقعيين ومنسجمين مع أنفسنا لأننا يجب أن نعود إلى قيمنا وديننا ونحترم نعمة الله التي أنعم علينا وأن نحافظ على ما رزقنا به من نعم لا تحصى وعلى هذه الأعياد فسحة كي يتلاقى فيها النّاس بعضهم البعض، يصل الإنسان أخيه الإنسان بما يحتاجه وذوي القربى أولى.
وان ما نشهده اليوم من عدم الانصياع لتعليمات طبية وصحية تجعلنا لا نشعر بالأعياد ولا بفرحتها حتى لا تسمح لنا بممارسة شعائرنا الدينية.
ألا يفكر هذا الإنسان ما هو سبب هذه الظروف التي وصل إليها؟ وانها كان من صنيعته أم ان المصائب نرميها على الخالق والنعم لا نعترف بها للّه تعالى وهو يقول عزّ وجلّ {قُل لَّن يُصِيبَنَا إِلَّا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا}، {مَّا أَصَابَكَ مِنْ حَسَنَةٍ فَمِنَ اللّهِ}، ان الله عزّ وجلّ في تعاليمه يعلم النعم في متناول البشرية وعلى مختلف أنواعها وهي لا تحصى، ولكننا أسأنا استعمالها واستخدامها حتى أصبحت نادرة ولم يعد باستطاعتنا الوصول للاستفادة منها إلا بشق الأنفس.
وأضاف: لذلك علينا أن نتلقى هذا الدرس ونعبتره ان هذه المحنة هي ابتلاء من الله عزّ وجلّ وليست بلاء، لأن الله تعالى رحيم بعباده وعلى البشر أن يعتبروا من هذه الحالة التي وصلت البشرية لها.
ومن هنا شاهدنا ما شاهدناه من تعثّر وعدم إمكانية وممارسة شعائر الحج لهذا العام إلا لمن هو مقيم في المملكة العربية السعودية بل بسبب الجائحة الكبرى التي سيطرت على العالم بأسره وحفاظاً على سلامة النّاس وصحتهم كانت هذه الإجراءات آملين من الله سبحانه وتعالى أن يُعيد علينا هذه المناسبة وهذه الفريضة بحال أفضل وبصحة وسلامة دون أية عوائق لكي نستطيع القيام بهذه الشعيرة الكبرى التي يحلم بها كل مسلم على هذه الأرض وأن نحتفل بعيد الأضحى المبارك ونشعر بالسعادة والنعمة والأمن آملين من الله عزّ وجلّ أن يهدي أمته لما فيه الخير.
البابا
أما رئيس مركز الفاروق الإسلامي الشيخ أحمد البابا فقال: يطلُّ علينا يوم الأضحى المبارك ليعزّز الثقة برب العالمين ويدخل الله به الطمأنينة إلى القلوب، فالأضحى لرمزيته يرسّخ فينا التسليم لرب العالمين حتى نعلم ان الله سبحانه وتعالى سيجعل بعد هذا الضيق فرج وبعد هذا العسر يسرا، فلا يجزع المؤمن بل عليه أن يطمئن.
فرسالة الأضحى من رب العالمين أراد الله بها أن يذكّرنا بخليله إبراهيم الذي اشتدّ عليه الكرب فجاءه الفرج العظيم يوم الأضحى، ففدى الله تعالى ولده إسماعيل بكبش عظيم وأدخل السعادة الى بيته وأعلمه الله تعالى ان القربى من رب العالمين، يجب أن يطمئنوا فالله سبحانه وتعالى ضامن بهناءتم وسعادتهم.
 ان عيد الأضحى المبارك، وقد جعله الله تعالى يتجدد كل عام ليجدد في قلوب البائسين الأمل برب العالمين وليرسخ للناس العلم اليقين لأن الله سبحانه وتعالى برحمته التي سبقت غضبه سيتلطّف بالمؤمنين ويجعل لهم فرجاً قريباً.
قد نكون في هذا العام خلافاً للأعوام السابقة ليس هناك كثير من المؤمنين في البقاع المقدسة يؤدّون مناسك الحج والعمرة ولكن يجب أن نعلم أن الله سبحانه وتعالى قد جعل بديلاً لكل ما فات فإذا حرم النّاس في هذا العام من الذهاب إلى حج بيت الله الحرام فإن الله أبدلهم بطاعات سينالون أجر الحج تماماً وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم «من مشى إلى صلاة مكتوبة في الجماعة فهي كحجة، ومن مشى إلى صلاة تطوع فهي كعمرة نافلة».
ويقول النبي صلى الله عليه وسلم: «ما أدخل رجل على مؤمن سروراً الا خلق الله من ذلك السرور، ملكاً يعبد الله ويمجده ويوحّده». وقد جعل الله سبحانه وتعالى هذه النفحات بديلاً لمن لم يتمكن من أداء الحج، فهناك قلوب عاشقة لمكة المكرمة والمدينة المنورة، تتحدث عن الشوق إلى الذهاب لبيت الله الحرام، فان فاتنا الوقوف أمام صاحب القبة الخضراء والروضة المباركة، فاننا نستطيع لإرضاء رب العالمين بهذه الأيام الطيبة بتقديم ما نستطيع للفقراء والمساكين وخاصة الأضاحي التي تكون بدلا عمّا فات، فمن ضحى بأضحية كانت له حجاباً من النار، والله سبحانه وتعالى جعل الأضحى من أجل أن يشعر الفقير بسعادة التواصل مع أخيه القادر الغني فجعل الله سبحانه وتعالى هذه الأضاحي لكي يتراحم المسلمون ويتعاونون في طاعة الله تعالى، ويدخل السرور في قلوب المحتاجين ويكتب الأجر والثواب للمضحّين ويجعل الله تعالى لهم بالأضحية حجاباً من النار يوم القيامة.
واختتم قائلاً: أدعو إلى عدم التشاؤم رغم شدّة المتاعب وصعوبة الظروف بل أدعو اليوم إلى الأمل، برب العالمين وانتظار الفرج القريب، فانتظار الفرج عبادة وأنبّه من عدم الوصول إلى اليأس فاليأس موت والله سبحانه وتعالى حرّم علينا اليأس من رحمته بل يجب علينا جميعاً توقّع الفرج الآتي بإذن الله تعالى للأمة جميعا.