بيروت - لبنان

اخر الأخبار

15 حزيران 2018 12:36ص في عيد الفطر السعيد.. المفتون: الفرحة الحقيقية أن نؤدي حق الله علينا لنكون من خير الأمم...

حجم الخط
يحتفل المسلمون بعيد الفطر السعيد الذي يحمل بين ثناياه ابعاداً اجتماعية وروحية هامة فتطهر به نفوس المسلمين من الاحقاد والضغائن، ويسود بينهم الحب والاخاء، وتشيع فيهم القيم الإسلامية النبيلة والمبادئ الكونية السامية، وفي عيد الفطر يتشاطر المسلمون الفرح والسرور فيتجلى اتحادهم مع بعضهم البعض، وتظهر كثرتهم باجتماعهم، وفي ذلك تقوية للروابط الفكرية وتعزيز للأواصر الروحية والاجتماعية واظهار لوحدة الأمة وقوتها.
ويكتسي عيد الفطر صبغة خاصة إذ إنه مناسبة لتجديد صلة الرحم واجتماع الأهل والأقارب ومن مميزاته أداء زكاة الفطر لمستحقيها قبل صلاة العيد في المصليات والمساجد وهي سنة مؤكدة والاستماع لخطبة العيد وصلة الرحم مع الأهل والجيران وغيرهم.
المسلمون يتسامون باعيادهم ويربطونها بأمجادهم ويتحقق في العيد البعد الروحي للدين الإسلامي ويكون العيد من العموم والشمول ما يجعل النّاس جميعاً يتشاركون في تحقيق هذه المعاني وإستشعار آثارها المباركة ومعايشة أحداث العيد...
ماذا يقول المفتون للمسلمين بيوم العيد؟

الميس
{ بداية قال مفتي زحلة والبقاع الشيخ خليل الميس: إن كتاب الله سبحانه وتعالى هو خطابه للبشرية بدءاً برسول الله عليه الصلاة والسلام، وان حياتنا هي الجواب وكل من المسلمين عليهم جواب خاص على خطاب الله تعالى.
وتابع قائلاً: وان مشروعية الصيام بمناسبة نزول القرآن هي طهارة النفس استعداداً لتقبل ما خاطبنا الله به تعالى، وان عيدنا ليس لأننا سنفطر ولكن لأننا اتممنا الصيام المفروض علينا، بل هي فرحة بأداء ركن من أركان الإسلام.
ومن هنا اذاً نقول في شهر الصوم كان بدء نزول الخطاب أو في كل رمضان من كل عام النموذج اللائق والمناسب لهذه الأمة.
واضاف: إذاً عندنا نحن عيدان في الإسلام كل واحد منهما بعد أداء ركن من أركان فعيد الفطر فرحة باداء الصوم على وجه الكمال وفي الأضحى أيضاً هو عيد، فبدء الخطاب كان في رمضان وختامه كان الحج الأكبر حيث أعلن رسول الله  صلى الله عليه وسلم  «ان عيدنا يكون يوم ان نؤدي حق الله تعالى علينا» هذا هو المؤمن فرحته بإداء طاعة.
الصلح
{ مفتي بعلبك - الهرمل الشيخ خالد الصلح قال: يوم العيد هو يوم ليس كباقي الأيام. فهو يوم فرح وسرور يزيل عن العبد عناء التعب من الصيام والقيام. فقد شرع الله العبادات حيث جعل أداءها فرضاً. ومن حكمته ان جعل بعد كل عبادة لمن قام بادائها جوائز في الدنيا تشعرهم بلذة ومنفعة العبادة. وجوائز في الآخرة يحصل عليها المؤمنون في جنات نعيم.
فبعد أداء نسك الحج يأتي يوم عيد الأضحى ليفرح العبد بأن الله يسر له سبل الحج، ويوم صيام شهر رمضان يأتي يوم الجائزة وهو عيد الفطر السعيد حيث يعبر العيد عن جائزة لمن صام رمضان المبارك بأن يفرح المؤمنون بصبيحته لأن الله يسر لهم الصيام والقيام على اكمل وجه.
فيبدأ اليوم المبارك برؤية هلال شهر شوال وتبدأ المساجد بالتكبير والتهليل وتزاحم النّاس على أبوابها رجالاً ونساءً واطفالاً برفقة اهلهم، حيث الكل مبتهج ومسرور لهذا اليوم المبارك.
فالعيد أيها الاحباب هو فرصة للفرح والأمل حيث تتجدد فيه ثقة المؤمن بالانتماء إلى دينه ويوم العيد هو يوم الجائزة كان اخبر الرسول عليه الصلاة والسلام بذلك، ومن سننه ان يتناول بعض حبات التمر والافطار قبل الذهاب لصلاة العيد، وان يسلك طريقاً في الذهاب والآخر بالأياب حتى يكثر على السلام بين النّاس في الطرقات ويظهر الفرح والسرور في وجوههم والمبادرة لتقديم التهنئة لهم، وهو بالتالي فسحة لإدخال السرور للصدقات والعطف على الفقراء والمساكين والايتام رجاء مضاعفة الأجر.
ويكفي قول رسول الله  صلى الله عليه وسلم  (تبسمك في وجه اخيك صدقة) فلهذا ينتظر المسلمون هذا اليوم ويكثرون من الترقب والانتظار وخصوصاً الأطفال لأنهم يحصلون غالباً على الألبسة الجديدة والعيدية من الأهل وزيارة الاقارب وصلة الأرحام. اعاده الله عليكم وعلينا اعواماً عديدة وسنين مديدة وكل عام وأنتم بخير.
دلى
{ مفتي حاصبيا ومرجعيون الشيخ حسن دلى قال: أيام مضت ومضى شهر رمضان شهر القرآن فلله الحمد وله الشكر... نختم تلك الأيام الزاهية بابتهاج محبب يمجد فيه النعم ويحمد فيها المتفضل سبحانه وتعالى فيه الفرحة وتشدو له الأرواح وتعلق فيه البشائر.
واضاف: انقضى رمضان استقبلناه وودعناه أعلن العبد أيام مضت وغداً يختم العام وبعد غد يختم العمر ثم تختم الرحلة جميعها اما بجنان عالية أو نيران حامية.
ما اجملك يا رمضان مضيت بايامك ولياليك فسمت بك الأرواح وطابت فيك الانفس وجاد فيك الخيّرون وعجّت فيك المساجد واليوم يختم هذا الشهر الكريم ليستحق الفائز الجائزة من رب العالمين التي هي المغفرة والرضوان وجنة عرضها السموات.
واضاف: وفي عيد الفطر على كل واحد منا ان يقوم بحقوق اخوانه المسلمين عليه وبعد ذلك إشاعة الابتسامة والسلام وعيادة المريض واتباع الجنائز واجابة الدعوة واداء الأمانة ونشر المحبة والوئام وتحقيق التعاون على البر والتقوى وان يحب المرء المسلم لاخوانه المسلمين ما يحب لنفسه ليقوم كل واحد ممن صام وقام رمضان ايماناً واحتساباً عليه القيام بحقوق والديه فإن حقهما عظيم وان يؤدي المسلم الصائم القائم واجبه تجاه اقاربه وجيرانه من الصلة والبر والاحسان وليحذر من قطيعة الرحم فان شؤمها عظيم وضررها كبير.
وختم قائلاً: رسالتي إلى الصائمين ان شمس العيد اشرقت فلتشرق معها شفاهكم بصدق البسمة وقلوبكم بصفاء البهجة ونفوسكم بالمودة والمحبة فلنجدد أواصر الحب بين الأصدقاء والتراحم بين الاقرباء والتعاون بين النّاس جميعاً.
اعاد الله عيد الفطر على الأمة الإسلامية وعلى لبنان بالخير والأمن والأمان.