حلَّ الأسبوع الفائت يوم الأسير الفلسطيني والاحتلال يحتجز في سجونه أكثر من 9500 أسير، بالتزامن مع حرب الإبادة الجماعية التي ينفّذها بحق قطاع غزة وأهله على وجه الخصوص. وصعّد الاحتلال من وتيرة حملات الاعتقال منذ السابع من أكتوبر، وارتكب جرائم مروّعة بحقّ الأسرى، أدّت إلى ارتقاء 16 أسيراً جرّاء عمليات التّعذيب الممنهجة، والجرائم الطبيّة، وسياسة التجويع، إضافة إلى جملة من الانتهاكات وعمليات التنكيل والاعتداءات التي طالت الأسيرات والأسرى منهم الأطفال وكبار السّن والمرضى.
ويستمر الاحتلال في جريمة الإخفاء القسري بحق معتقلي غزة، حيث تعرّض الآلاف للاعتقال خلال عمليات الاجتياح البري لغزة، فيما يرفض الاحتلال الإفصاح عن أي معلومات واضحة عن المعتقلين الذين ما زالوا رهن الاعتقال في السجون والمعسكرات.
أكثر من 9500 أسير في سجون الاحتلال
قالت مؤسسات الأسرى إن عدد الأسرى في سجون الاحتلال بلغ أكثر من 9500، منهم 80 أسيرة، وأكثر من 200 طفل موزعين على سجون «مجدو، وعوفر، والدامون»، وهذا لا يشمل كل معتقلي غزة الذين يخضعون لجريمة الإخفاء القسري.
ولفتت مؤسسات الأسرى في ورقة حقائق حول واقع المعتقلين منذ السابع من تشرين الأول 2023، إلى أن عدد المعتقلين الإداريين ارتفع إلى أكثر من 3660 حتى بداية نيسان، من بينهم 22 من النساء، وأكثر من 40 طفلاً.
كذلك، ارتفع عدد المعتقلين الذين صنّفهم الاحتلال كمقاتلين غير شرعيين إلى 849، وعدد الصحفيين المعتقلين إلى 56 صحفياً، منهم 45 اعتقلوا بعد السابع من أكتوبر، وما زالوا رهن الاعتقال، من بينهم 4 صحفيات.
وأشارت إلى أن عدد الأسرى القدامى بلغ 21 بعد استشهاد الأسير وليد دقة، أقدمهم المعتقل محمد الطوس من بلدة الجبعة بمحافظة بيت لحم، والمعتقل منذ عام 1985.
كما يبلغ عدد المعتقلين الذي يقضون أحكاما بالسجن المؤبد نحو 600 معتقل، أعلاهم حكماً المعتقل عبد الله البرغوثي المحكوم بالسجن 67 مؤبداً، يليه إبراهيم حامد 54 مؤبداً.
وأكد رئيس لجنة أهالي أسرى القدس أمجد أبو عصب في تصريح لشبكة القدس البوصلة، وجود أكثر من 550 أسيراً مقدسياً في سجون الاحتلال -عدا عن مراكز التوقيف- بينهم 5 نساء، و45 طفلاً قاصراً، و52 معتقلاً إدارياً.
الاحتلال يحتجز جثامين 26 من شهداء الحركة الأسيرة
قالت الحملة الوطنية لاسترداد جثامين الشهداء إن سلطات الاحتلال تحتجز جثامين 26 شهيداً من شهداء الحركة الأسيرة، ممن ارتقوا داخل سجون الاحتلال، وآخرهم الشهيد وليد دقة.
وأوضحت الحملة، في بيان صدر بمناسبة يوم الأسير الفلسطيني، أن سلطات الاحتلال تحتجز جثامين 497 شهيداً في مقابر الأرقام والثلاجات، بينهم 95 شهيداً بعد السابع من تشرين الأول الماضي، إلى جانب 51 طفلاً و6 شهيدات.
وأكدت أن هذه الأرقام لا تشمل الشهداء المحتجزين في غزة ومحيطها منذ بداية العدوان، فيما وثّقت الحملة تسليم جثامين 338 شهيداً على عدة دفعات.
8270 حالة اعتقال في الضفة والقدس منذ السابع من أكتوبر
كما وثّق نادي الأسير الفلسطيني وهيئة شؤون الأسرى والمحررين 8270 حالة اعتقال في الضفة، بما فيها شرق القدس، منذ السابع من أكتوبر.
وبلغت حصيلة الاعتقالات التي طالت الأطفال نحو (520)، والنساء نحو (275) ، تشمل النساء اللواتي اعتقلن من الأراضي المحتلة عام 1948، وحالات الاعتقال بين صفوف النساء اللواتي من غزة وجرى اعتقالهن من الضّفة.
وبلغ عدد حالات الاعتقال بين صفوف الصحفيين بعد السابع من أكتوبر (66) صحفياً، تبقّى منهم رهن الاعتقال (45)، فيما جرى تحويل (23) منهم إلى الاعتقال الإداريّ.
وبلغت أوامر الاعتقال الإداري بعد السابع من أكتوبر أكثر من (5168) أمراً ما بين أوامر جديدة وأوامر تجديد، منها أوامر بحقّ أطفال ونساء.
ولفت النادي والهيئة إلى أنّ حملات الاعتقالات المستمرة منذ السابع من أكتوبر يرافقها جرائم وانتهاكات متصاعدة، منها عمليات تنكيل واعتداءات بالضرب المبرّح، وتهديدات بحقّ المعتقلين وعائلاتهم، إلى جانب عمليات التّخريب والتّدمير الواسعة في منازل المواطنين، ومصادرة المركبات، والأموال، ومصاغ الذهب، إلى جانب عمليات التدمير الواسعة التي طالت البُنى التحتية تحديداً في مخيمات طولكرم، وجنين ومخيمها.كذلك، نفذت قوات الاحتلال إعدامات ميدانية، شملت أفراداً من عائلات المعتقلين، كما صعّدت من عمليات التحقيق الميداني التي طالت المئات.
ولا تشمل هذه المعطيات أي معطى عن أعداد حالات الاعتقال من غزة، لأن الاحتلال يرفض حتى اليوم الإفصاح عنها، وينفّذ بحقّهم جريمة الإخفاء القسري، علماً أنّهم يقدّرون بالآلاف، مع الإشارة إلى أنّ الاحتلال اعتقل المئات من عمال غزة في الضّفة، إضافة إلى مواطنين من غزة كانوا موجودين في الضّفة بهدف العلاج.