بيروت - لبنان

اخر الأخبار

19 آب 2019 12:02ص كتاب جديد يشرح معاناة الروهينجا

غلاف الكتاب غلاف الكتاب
حجم الخط
كشفت صحيفة «آيرش تايمز» الأيرلندية كواليس كتاب جديد نُشر مؤخرا باللغة الإنجليزية بعد صدوره سابقا بالفرنسية يكشف المعاناة الهائلة التي تعيشها أقلية الروهينجا في ميانمار.
وأضافت الصحيفة أن هناك العديد من القصص المروّعة التي من الصعب روايتها بشأن أوضاع مسلمي الروهينجا لا سيما عندما تحدث في مناطق نائية من العالم.
وأشارت الصحيفة الأيرلندية إلى أن الروهينجا يعانون من قمع وحشي على مدار عقود مما نجم عنه موجة نزوح جماعية بإجمالي 700 ألف لاجئ إلى بنغلاديش حسب عام 2017.
ووصفت «آيرش تايمز» مسلمي الروهينجا بأنهم ضحايا الأغلبية البوذية في ميانمار، كما أنه هناك عوائق لغوية تصعب عليهم عملية التواصل حيث يتحدثون لغة لا يفهمها إلا القليل في الدولة الآسيوية، مما جعلهم بلا صوت وبلا دولة.
ورأت الصحيفة أن أفضل الأفلام التوثيقية لم تستطع عرض مأساة الروهينجا بالدرجة الصحيحة أو توصيل المعاناة التي عاشها أصحابها إذ تخضع الروايات لمراحل ترجمة تفقدها دقتها.
كما تحدثت الصحيفة عن لاجئ روهينجي يدعى حبيب الرحمن أخذ على عاتقه مهمة توصيل معاناة شعبه بشكل صحيح منذ كتابه الأول عام 2006 الذي ألّفه وقتما كان يعيش في ماليزيا.
حبيب الرحمن، الذي ولد عام 1979، لاذ بالفرار بعد أن أصبح الوضع مرعبا بالنسبة له وعائلته الباحثين عن حياة أفضل، أو أي حياة على الإطلاق، ولفت حبيب الرحمن إلى أن جدته كانت تحكي له قصصا مروّعة عن مأساة الروهينجا وعندما التقى مع العديد من اللاجئين في ماليزيا الذين لاذوا بالفرار خلال موجات سابقة من العنف، أدرك أن حكايات ما قبل النوم تتحقق على أرض الواقع، وقد فسّر ذلك قائلا: «لقد اكتشف أن الكثير من الناس لاذوا بالفرار من بورما (الاسم القديم لميانمار) ليس فقط واحد أو إثنين ولكنهم مئات الألوف من البشر، وأدركت أننا في حاجة إلى تسجيل حالاتهم».
وفي 2009، وصل حبيب الرحمن إلى أستراليا عبر مركب لجوء بعد رحلة مرعبة جدا، وتم إنقاذه من الغرق بأعجوبة، وفي صيف 2012، بعد مكوثه ثلاث سنوات في مراكز احتجاز لاجئي أستراليا، سمع الكاتب الروهينجي أنباء عن موجة جديدة من العنف تعرّضت لها تلك الأقلية المظلومة، فألّف كتابا بعنوان «لقد محوا أسماءنا في البداية: رجل من الروهينجا يتحدث»، ثم ونشر الكتاب باللغة الفرنسية للمرة الأولى عام 2018، والآن صدرت نسخة جديدة له باللغة الإنجليزية.
حبيب قال بحسب الجريدة: «معظم الناس حول العالم لا يعرفون مأساتنا، وربما لا يعلم القادة هذه المعلومات، أو ربما لا يأخذونها مأخذ الجد لأنها لم تنشر بعد، ولذلك قررت وضع هذه المعلومات في كتاب واحد وجعلها متاحة في جميع الأرجاء».
 ووصفت «آيرش تايمز» الكتاب بأنه شهادة مؤلمة للاضطهاد والبلطجة والعمالة القسرية والضرب والاختفاء القسري والتعذيب التي تعرّض لها حبيب وعائلته ومجتمعه الأكبر، كما لفتت إلى قانون المواطنة الذي تم وضعه عام 1982 في ميانمار وأدّى إلى محو الروهينجا من قائمة تشمل 135 مجموعة عرقية معترف بها.