بيروت - لبنان

اخر الأخبار

28 شباط 2019 12:05ص كلمات حول مشروع الزواج المدني: نريد الإصلاح في كل أمور حياتنا... لا المزيد من الإنحراف والضياع..؟!

حجم الخط
أسألكم مباشرة ودون أي مقدمات..؟!
هل تطبيق الزواج المدني في لبنان ولو اختيارياً هو الحل لمشكلات هذا البلد المسكين..؟!؟
وهل ستنتهي كل معاناة أهله اجتماعيا وتربويا وثقافيا و..، فقط عندما يقر هذا المشروع..؟!؟
فالإنسان المؤمن في هذا البلد من حقه أن يتساءل عن سبب إعادة طرح هذا الموضوع بعد رفض شبه تام له من مختلف فئات الشعب، كما من حقه أن يستفسر عن السرعة الفائقة التي أعادت بالمشروع إلى الواجهة الإعلامية والسياسية والاجتماعية..؟!؟
ولكن.. بعيدا عن هذه التساؤلات وبعيدا عن التحليلات أو الدخول في «ما ورائيات» الأمور دعونا نقولها وبصراحة تامة..، إن علاقة الزواج بين الرجل والمرأة وفي كل الأديان السماوية هي علاقة لا تقوم ولا تستوي ولا تثمر ولا تصح... إلا من خلال النظام الرباني الذي أقره المولى تعالى لنا كسبيل وحيد لعمارة الأرض، وأي ارتباط يكون خارج هذا النظام «وإن أجمعت عليه ملايين البشر» فهو رباط فاسد مفسد لا قيمة له.
وبالتالي فإن الدخول في مشروع كهذا والإصرار على تطبيقه أشبه ما يكون بلعب عبثي بالأمن الاجتماعي للبنان وأهله، وأما من يعتقد فعلا أنه من خلال هذا الأمر سيقضي على الطائفية.. فهو واهم.. و واهم جدا ..!!

الاصلاح لا مزيد من الانحراف؟!
إن الواجب علينا جميعا سياسيين ونواباً ووجهاء وتربويين وإعلاميين ورجال دين وعلماء - بدلا من طرح مشروعه الزواج المدني - أن نعمل بكل جهدنا لإعادة المجتمع بكل مكوناته إلى حديقة الإيمان الصحيح والواعي لا أن ننتزعهم منها انتزاعا وأن نسيئ إلى الدين من بعض المنتسبين إليه..!!
الواجب.. أن ننقي الساحات الدينية من الدخلاء والمسيئين والمستغلين والمشوهين الذي يصورون الدين بعبعاً.. ويرسمون تعاليمه «سجناً».. ويشرحون أوامره كـ»معتقلات» لا يمكن لساكنها أن يستوضح أو أن يستفسر أو أن يناقش أو حتى أن يرفض خطأ بيّـنا... وإلا كان مارقا.. فاسقا .. آثما .. وأحيانا .. خارجا من عباءة الرعاية الدينية..؟!؟. 
فنحن مطالبون بأن نظهر للناس - عملا لا قولا - أن الدين هو طريق النجاة وطريق السعادة وطريق النظام وطريق الحرية وطريق يوصل لكل ما هو جميل في هذه الدنيا.. وليس أن ندفعهم بأيدينا دفعا لرفض كل ما هو ديني بسبب أناس فسدوا وأفسدوا فضلوا وأضلوا..؟!
ولكن.. مع كل هذا نعود ونقول ونؤكد.. نحن نرفض الزواج المدني رفضا تاما جملة وتفصيلا...
نعم.. نرفض أن يؤسس أبناؤنا حياتهم على  غير شرع السماء...
كما نرفض أن يتحول ذلك الميثاق الغليظ إلى «حبل هش» تعبث بأركانه رياح الأهواء والغرائز  والمصالح وأعاصير سوء التطبيق من قبل الكثيريرن ليستقر في النهاية في نفوس الابناء والجيل الصاعد كرذيلة من الرذائل وكنظام اجتماعي فاشل..؟!؟، ثم نراهم يستصرخون الهيئات والجمعيات والمجتمعات لإنقاذهم من شرّه..؟!؟
إن رفضنا لمشروع الزواج المدني ليس رفضا على سبيل المعاندة أو الرفض لمجرد الرفض.. ولكنه قضية إيمانية تمس عقيدتنا مباشرة... ولا يمكن لأي مؤمن مهما بلغت معاصيه أو ذنوبه أن يتساهل فيها أو أن يرضى بهكذا مشروع..
ضياع في الرؤية
أيها المطالبون.. بالله عليكم.. 
هل «عقم» لبنان من المشاكل الأساسية حتى لجأتم إلى مشروع الزواج المدني لتصوروه حلا لمجتمعاتنا..؟!
هل قضيتم على كل أسباب الكوارث التي يعاني منها الشعب ولم يبقَ لدينا سوى مشروع الزواج المدني..؟!
هل انتهينا من الفقر والظلم والقهر والحاجة والتعتيم والجهل والزحمة الطرقات وانتشار الجرائم وشيوع المخدرات وغيرها ولم يبق أمانا إلى موضوع الزوج..؟!
بل هل هيأتم الأسباب - حتى لمن وافق مشروعكم - ليستطيع الإقدام على خطوة الزواج التي (إن كنتم تعلمون) باتت كالثلاث المشهورين.. الغول والعنقاء والخل الوفي..؟!
إننا في لبنان أيها السادة الكرام  ولتسمعوها جيدا.. 
نعاني من انعدام قدرة الشباب على الزواج.. وليس من قانون الزواج ..؟!
نعاني من تهرب المسؤولين في كل الاتجاهات من مسؤولياتهم الدعوية والتوعوية والإرشادية والتثقيفية والاقتصادية وليس من نظم الزواج في الأديان..؟!
نعاني من الحقن الطائفي والمذهبي و المناطقي والعنصري المستمر والممنهج بين صفوف الشعب، وليس من نظام الزواج القائم في بلادنا..؟!
بل اسمحوا لي أن أقولها صراحة..
نحن نعاني من التشويه المقصود لكل ما له علاقة بالدين من قبل بعص المنتسبين للدين، وليس من تعاليم الدين الراقية التي أثبتنا للأسف بجهلنا و(أنانيتنا) أننا ما فهمناها...؟!
ولذلك أيها السادة... 
نحن نرفع الصوت عالياً لنطالب كل مسؤول أيا كانت مسؤوليته ودون أي تأخير المبادرة إلى القيام بحملات توعية تزود الشباب بالمفاهيم الإسلامية الصحيحة التي تعينهم على معرفة أصول الزواج وكيفية إدارته.
فالمطلوب ندوات ولقاءات ودورات يفتح فيها المتخصصون آذانهم للشباب فيستمعون إلى ما يدور في عقولهم ويقدموا لهم الحلول الناجحة التي ترسخ المفاهيم الصحيحة في النفوس لتترجم بعد ذلك إلى أفعال وسلوكيات تضمن لنا حسن بناء البيوت الزوجية في مجتمعنا.
والمطلوب من المدارس أن يخصّصوا ساعات في المراحل الثانوية لتعليم الشباب بعضاً من هذه الأصول،..
والمطلوب من الجامعات أن ينظموا لقاءات دورية للطلاب مع متخصصين في شؤون الأسرة لإرشادهم إلى ما يتساءلون عنه.
والمطلوب من المساجد أيضاً إقامة دورات متخصصة عن أسس اختيار الشريك والخطبة والزواج وما شابه من أمور.
والمطلوب من الخطباء تكثيف الحديث عن تلك المشكلة التي نتج عنها عشرات الآلاف من حلالات الطلاق.
والمطلوب من الإعلام إعداد البرامج التي ترفع الجهل عن تلك المسألة، لإن الظروف التي تحيط بنا اجتماعياً وعلمياً وفكرياً وأخلاقياً وأسرياً تحتم علينا أن نلتفت لهذا الأمر بكل جدية، وتحتم علينا أيضاً أن نبتعد في علاجنا عن تلك التقليدية التي زادت من المشكلة بدلاً من علاجها، فالمجتمع يعاني، والشباب يتخبطون في قيم فاسدة ما أنزل الله بها من سلطان، بينما ديننا الحنيف يأمرنا بمعالجة تلك المفاسد لأننا بحسن علاجها نرسم معالم المستقبل الصحيح.
كلمة للجميع
إننا حالنا اليوم جميعا... أشبه برجال عيّنوا معلمين في مدرسة متطورة وحديثة.. فانشغلوا كليا بنوعية الطبشور المقدم إليهم وراحوا يتنازعون عليه.. ونسوا تماما أن «الألواح الذكية» قد سادت الفصول... وأن الأولى لهم تطوير ملكاتهم لتوافق ما هم فيه.. وليس في إغلاق المدرسة لأنها فوق مستوى قدراتهم... ؟!
نعود ونكرر... نرفض مشروع الزواج المدني رفضا تاما وندعو الجميع إلى تحمل مسؤولياتهم أمام الله أولا وإلا كنا كهؤلاء...(الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعاً)..
هدانا الله تعالى لنكون من الذين أحسنوا عرض ما أمر الله به واحسنو العمل به، وحينها -صدقوني- سيعرف الناس من تلقاء أنفسهم جمال وعدالة هذا الدين، ولن يسمعوا لأي دعوة تخالف فطرتهم مهما كانت الشعارات أو المغريات المصاحبة لها..؟! 



bahaasalan@yahoo.com