بيروت - لبنان

اخر الأخبار

18 آذار 2020 12:02ص كورونا.. وَوَهْمُ الإطمئنان العالمي..؟!

حجم الخط
في أيام الحجر المنزلي الذي فُرض علينا للحدِّ من انتشار وباء الكورونا تأمّلت أحوال الناس من حولي وكيف أصبحت يومياتهم في ظل تحديد الخيارات التي كانت أمامهم.

تأمّلت بقاءهم في البيوت... وانقطاع الزيارات... وانعدام النزهات... وإغلاق المحال والمؤسسات.. والجلوس (الاجباري) مع الزوجة والأبناء...

تأمّلت أبواب المساجد المغلقة... والشوارع الفارغة... والسيارات التي لم تتحرّك من مكانها منذ أيام.. وتأمّلت وتأمّلت... فلم أجد في نهاية الأمر أمامي إلا قول الله تعالى {وَلَا تَقُولَنَّ لِشَيْءٍ إِنِّي فَاعِلٌ ذَلِكَ غَداً إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ}..

نعم... فهو الله... الذي بين لحظة وأخرى يبدّل الأحوال ويغيّر الأوضاع، وليس لأحد من خلقه القدرة على رد ذلك أو منعه..؟!

هو الله الذي إن شاء قال للأمر كن فيكون... فتفرج الأزمات... وتنكشف الهموم.. وتزال الهموم.. وتفرح القلوب... وتدبّ الحياة في الكون.. ويعود الإنسان إلى نشاطه..

هو الله.. الذي أنزل على رسوله  صلى الله عليه وسلم قوله تعالى {حَتَّى إِذَا أَخَذَتِ الأرْضُ زُخْرُفَهَا وَازَّيَّنَتْ وَظَنَّ أَهْلُهَا أَنَّهُمْ قَادِرُونَ عَلَيْهَا... أَتَاهَا أَمْرُنَا لَيْلا أَوْ نَهَاراً فَجَعَلْنَاهَا حَصِيداً كَأَنْ لَمْ تَغْنَ بِالأمْسِ كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ}.. 

فهل تفكّرنا وتدبّرنا وأدركنا... أننا بشر...؟!

هل تيقّنا من عجزنا وقلّة حيلتنا وأننا مهما تقدّمنا في العلم والتقنيات والطب والتطوّر والأبحاث فإن الحقيقة التي علينا أن نعترف بها هي... {وَخُلِقَ الإِنْسَانُ ضَعِيفاً}...

ولكن.. هل هذه التأمّلات جاءت من خلفية تشاؤمية أو من إحباط في الفكر...؟!

بألف تأكيد... كلا..!!

فأنا متيقن تمام اليقين أن الأزمة التي نعاني منها ستمرّ وستنتهي.. وسيكرمنا الله تعالى بالفرج... وسيأتي اليسر الذي وعدنا به عزّ وجلّ.. ولكن السؤال الذي علينا جميعا أن نطرحه..؟!..

هل علمتم أيها البشر جميعا.. كم هي زائفة قدراتكم التي ظننتم أنكم بسببها لن تهزمون..؟!

هل علمتم أيها البشر جميعا... مدى الوهن الذي نحن عليه... فأقعدنا في بيوتنا لا نسطيع حتى زيارة أهلنا..؟!

إن وباء كورونا أيها المغرورون... رسالة ربّانية خفيفة تكشف لكم سوء الواقع العالمي الذي تخيّلتموه «جنة»، فرحتم تتنعّمون به وتتفاخرون بإنجازاتكم متناسين حقيقته وأيضا حقيقتكم..؟!

ولكن صدّقوني.. ستمرُّ هذه الأزمة بإذن الله... وستعود الحياة إلى طبيعتها.. ولكن تبقى العبرة.. من سيتعظ منا ومن سيفهم هذه الرسالة...؟!

نعم... أنا على يقين.. أن فرج الله آتٍ.. ولكني أيضا على يقين... أن الظالم سيعود إلى ظلمه وأن الفاسد سيرجع إلى فساده... فهذه سنّة الله في كونه... {وَإِذَا غَشِيَهُمْ مَوْجٌ كَالظُّلَلِ دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ فَلَمَّا نَجَّاهُمْ إِلَى الْبَرّ... فَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ .. وَمَا يَجْحَدُ بِآيَاتِنَا إِلَّا كُلُّ خَتَّارٍ كَفُورٍ}..