بيروت - لبنان

اخر الأخبار

31 آب 2019 06:02ص كيف اعتمد التاريخ الهجري؟!

حجم الخط
إن لكل أمة تاريخاً ترجع إليه ووقتاً تؤقت به الحوادث والمستجدّات، لذا كان لا بد لأمتنا تاريخاً يسجل الوقائع ويدوّن بموجبه الأحداث، فكان رأس السنة الهجرية.

سبب اختيار هذا التاريخ أمير المؤمنين عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - المؤسّس للتقويم الهجري بسبب أنّ سيدنا أبو موسى الأشعري رضي الله عنه، التبست عليه كتب الفاروق رضي الله عنه، فلم يستطع تنفيذ بعضها في الوقت المحدّد لخلوّها من وجود تاريخ فيها، فكتب لأمير المؤمنين عمر رضي الله عنه، يطلب منه وضع تاريخ ليسهل عليه تنفيذها أو تأجيلها كلّ حسب الحاجة والوقت المحدد له، وهو ما وجد فيه عمر بن الخطاب رضي الله عنه، الصواب.

وفي رواية أخرى أيضاً أنّه عُرض عليه رضي الله عنه، صكٌّ يدين به رجل لرجل ديناً يحلّ في شهر شعبان، إلّا أنّه لم يعلم رضي الله عنه، في شعبان من أيّ سنة كان هذا الصك.

والروايتين كانتا سبباً واضحاً أمام أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وهو ما دعاه - رضي الله عنه - في النهاية إلى جمع أصحابه لوضع تقويم يكون تأريخ للأمة الإسلامية، فانقسم الصحابة إلى ثلاثة فرق أحدهم يقترح من مولد الرسول صلى الله عليه وسلم، والآخر يقترح بعثته صلى الله عليه وسلم، والأخير يرى هجرته صلى الله عليه وسلم وهو الرأي الذي كان عليه عمر، وعثمان، وعلي - رضي الله عنهم -، فوقت الهجرة معروف لدى الجميع لا يختلف فيه أحد مطلقاً، فقال عمر - رضي الله عنه -: (الهجرة فرّقت بين الحق والباطل، فأرّخوا بها وبالمحرم، ولأنّه منصرف الناس من حجمهم)، وكان السبب وراء جعل محرم أوّل السنة.

فمحرم أول شهور السنّة عند العرب منذ القِدم، وتغييره سيسبّب ارتباكاً لدى الناس، كما تمّ إصدار قرار العمل بالتقويم الهجري من أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه، يوم الأربعاء 20 جمادى الآخرة عام 17 للهجرة.

فبذلك أصبحت الهجرة الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم مصدر تدوين التاريخ عندنا نحن المسلمون.

الشيخ أحمد رجب البدوي