بيروت - لبنان

اخر الأخبار

14 أيار 2018 12:05ص كيف نحسِّن اغتنام الأوقات في شهر رمضان المبارك

دعوات لتنظيم خطة إيمانية تحقق مقاصد الصيام في نفوسنا ومجتمعنا

حجم الخط
كيف يمكن للمسلم أن ينظم أوقاته في رمضان..؟! وكيف يحقق التوازن الذي يضمن له حسن الاستفادة من أوقات هذا الشهر الكريم دون أن يقع في ما حرم الله تعالى؟!
فشهر رمضان الذي يهل علينا كل عام ليس كباقي الشهور بل فيه من الفضائل والدروس ما لم يستطع كثير من الناس إلى اليوم أن يتعلموها، وخاصة تلك المتعلقة بالسلوكيات والأخلاقيات وفضائل الأعمال، ولذا نراهم يضيعون الأوقات ويهملون الساعات والأيام حتى تقترب نهاية الشهر المبارك فيتذرعون بالأشغال والأولاد ومسؤوليات الحياة..
ولكن يبقى السؤال: كيف يحقق أحدنا الاستفادة الأفضل والأكمل من أيام شهر رمضان المبارك...؟! 

قوزي
{ بداية أشار الشيخ مازن قوزي رئيس دائرة المساجد في الأوقاف الإسلامية إلى أن شهر رمضان هو الشهر الذي أنزل فيه القرآن وفيه ليلة خير من ألف شهر شهر العبادة والصيام. ولابد أن يعي كل مسلم أنه ليس بمقدورنا أن نعوض هذا الشهر المبارك بأي شهر آخر حتى لو قمنا الليل وصمنا التطوع وصلينا النوافل فلن تضاهي العبادة في هذا الشهر المبارك ففيه تضاعف الأجور ولهذا فعلى المسلمين في كل مكان ألا ينحصر اهتمامهم وتفكيرهم خلال شهر رمضان في الإسراف في الطعام والشراب ومتابعة الأعمال الفنية والبرامج المسلية وعليهم ألا ينسوا الهدف الأسمى من الصيام وهي التشوق والرغبة الحقيقية لتحقيق الغاية السامية منه وهي التقوى وأنا أرى ضرورة أن يقوم كل مسلم بوضع خطة خاصة به في شهر رمضان خطة إيمانية وليست ترفيهية يسير في إعدادها على سنة النبي  صلى الله عليه وسلم  وأصحابه الكرام في استغلال كل دقيقة من دقائق هذا الشهر للعمل والعبادة بحيث نضع في تلك الخطة تخصيص جزء من الوقت لقراءة القرآن لنختم القرآن عدة مرات في رمضان خاصة كما أن رمضان شهر القرآن فينبغي أن يكثر العبد المسلم من قراءته. وقد كان حال السلف العناية بكتاب الله. فكان جبريل يدارس النبي  صلى الله عليه وسلم  القرآن في رمضان وعلينا في هذا الإطار ألا تكون قراءتنا للقرآن قراءة دون فهم او إدراك فلابد من تدبر معاني القرآن الكريم عند القراءة. 
واختتم قائلا: لا بد أيضا أن تحتوي تلك الخطة الإيمانية على جزء يتم تخصيصه للتفقه في علوم الدين عن طريق قراءة كتب السيرة وغيرها من الكتب الدينية التي تزخر بها مكتباتنا ونخصص جزءا ثالثا للقيام في الليل وبهذا نكون قد سرنا على خطى الصحابة والسابقين الذين ضربوا أروع الأمثلة في حسن الصيام والقيام والإدراك الحقيقي لمغزى وأهمية شهر رمضان. الذين كانوا يدعون الله تعالى أن يبلغهم رمضان. وعلينا أن نتذكر دائما أننا كما استقبلنا شهر رمضان. سوف نودعه سريعا. ولا ندري هل ندرك رمضان في العام المقبل أم لا فإذا فعلنا ذلك فسوف نضع خطة إيمانية متميزة وسوف نعمل على تنفيذها بل سيساعدنا الله في التنفيذ وبذلك نكون قد قمنا باستغلال هذا الشهر أفضل استغلال. 
بيطار
{ أما الشيخ علي بيطار إمام وخطيب مسجد البسطا التحتا فقال بدوره: إن من فقه الأولويات في هذا الشهر على الحرص على إخراج الصدقات حيث ورد عن ابن عباس أنه قال: كان رسول الله   صلى الله عليه وسلم  أجود الناس بالخير وكان أجود ما يكون في شهر رمضان ولهذا فعلى المسلم أن يضع ضمن حساباته خلال هذا الشهر ضرورة البر بالفقراء وبشكل خاص إطعامهم وإفطار المساكين فقد جاء في السنة النبوية الشريفة أن من فطر صائما كان له مثل أجره غير أنه لا ينقص من أجر الصائم شيئا. وقد كان الفقهاء القدامى يقولون إذا دخل رمضان: إنما هو قراءة القرآن وإطعام الطعام. 
ويضيف: شهر رمضان فرصة للأغنياء والموسرين لاستغلاله لبذل الخير والعطاء ومساعدة الآخرين وتخفيف آلامهم وتحسين أوضاعهم. وعلينا أن نعلم ونعود أبناءنا منذ الصغر على حب الخير والإيثار والعطاء والجود وجزاء فاعليه. وبخاصة في هذا الشهر الفضيل. وفي ديننا الإسلامي الحنيف وتراثنا الحضاري العريق الكثير من الآيات والأحاديث الشريفة والنماذج المشرقة التي تدعونا وتحفزنا إلى ذلك. فعن أبي مسعود الأنصاري رضي الله عنه. قال: جاء رجل بناقة مخطومة فقال: هذه في سبيل الله. فقال رسول الله  صلى الله عليه وسلم : «لك بها يوم القيامة سبعمائة ناقة كلها مخطومة» فعلينا ألا يكون صيامنا وتشوقنا فقط للتفنن في إعداد أصناف وأكلات رمضانية. بل تشوقنا لدروس وخيرات شهر رمضان. يقول الرسول الكريم  صلى الله عليه وسلم  «ليس الصيام من الأكل والشرب. وإنما الصيام من اللغو والرفث». وقال جابر بن عبد الله رضي الله عنهما «إذا صمت فليصم سمعك وبصرك ولسانك عن الكذب والمحارم. ودع أذى الجار. وليكن عليك وقار وسكينة يوم صومك. ولا تجعل يوم صومك ويوم فطرك سواء».