ها هو شهر الخير والبركة يغادرنا ولا ندري من الذي فينا قد قبل عمله أو غفر ذنبه أو أعتقت رقبته من النار... ولكن قبل رحيله دعوة للجميع أن لا تجعلوه يغادر وأنتم كما استقبلتموه..؟!
فرمضان الذي مرّ سريعا ليس شهر الامتناع عن الشراب والطعام فحسب...؟!
ليس أياما معدودات ننقص فيه من أوزاننا أو نجعله سبيلاً لتحقيق «الدايت المناسب»..؟!
بل هو شهر يقول لنا وبوضوح «حققوا بصمتكم فيّ فأنا من مواسم الله تعالى»..
نريد من كل المسلمين أن يحققوا بصماتهم الايجابية في رمضان حتى يجنوا الأثر طوال العام إن شاء الله..
بصمات علمية واجتماعية وفكرية وثقافية وتربوية وإصلاحية وخدماتية واقتصادية وتنويرية وأسرية و... المهم أن يكون شهر رمضان قد غيّر فينا نحو الأفضل لنعلن أننا بإذن الله ممن تحقق فيهم قول الحق تبارك وتعالى (لعلكم تتقون)..!؟
لا نريد أن يكون رمضان هذا العام كغيره من الأعوام... مر وانتهى ونحن كما نحن ..؟!
لا نريده أياماً أكثرنا فيها من «الجلاب والكلاج» فلم يترك فينا ... إلا زيادة في «حجم الكروش و في إنفاق القروش»..؟!
ها هو يغاردنا.. فهل استثمرنا كل ثانية فيه لتصويب مسار العلاقة معه بما يرضي الله تعالى...؟!
على الكل أن يسأل... هل حققوا حسن العلاقة مع كتاب الله... هل فعلوا ارتباطهم بسنة رسوله... هل أصلحوا ذات بينهم... هل أحسنوا عشرة أزواجهم... هل قوّموا تربية أبنائهم... هل تخلصوا من مشاكلهم مع الأهل والجيران والزملاء .. هل نقوا قلوبهم من كل حقد أو بغضاء.. هل قدموا لأنفسهم ولأهلهم ولمجتمعهم ما ينفع...
المهم هل فعلوا شيئا يترجم حقيقة صيامهم طاعة لله تعالى...
إن مجتمعنا الذي نحن فيه لا يحتاج إلى شعارات ولا الى كلمات ولا إلى خطابات..؟!
ولكن يحتاج وبشدة إلى أعمال بناءة وخطط فاعلة ومشاريع مثمرة وإلى أعمال صالحة... والأعمال الصالحة تحتاج إلى فكر صحيح وعمل سليم...؟!
بادروا ولو بالقليل الشخصي.. لعله يكون نواة لمشروع اصلاحي كبير يعيد الأفراد والجماعات إلى صوابهم في زمن ساد فيه الجنون الفكري والعبث العملي...؟!
إن الله لا يريد قوالب تخضع ولكن يريد قلوبا تخشع.... هذا ما قاله منذ عشرات السنوات إمام الدعاة الشيخ الشعراوي رحمه الله تعالى وللأسف لم نعقله حتى يومنا هذا..؟!
تقبل الله منا ومنكم وغفر لنا ولكم ورزقنا واياكم العمل الصالح... وكل عام وانتم بخير.
bahaasalam@yahoo.com