بيروت - لبنان

اخر الأخبار

3 آب 2018 12:02ص لتصويب مفهوم الحج

حجم الخط
كل عام وبفضل الله تعالى يتوجه عدد كبير من المسلمين إلى مكة المكرمة ليؤدوا فريضة الحج التي هي الركن الخامس من أركان الإسلام، وهذه الفريضة من المفترض أن لا يعود صاحبها بعدها إلى ما كان عليه قبلها..
فهو في تجرده من متاع الدنيا وزينتها والتزامه بالإحرام يدرك معاني التذلل لله وأن الدنيا فانية... «ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام»، فإذا ما عاد إلى بلاده بعد ذلك لا يتكبر ولا يظلم ولا يغتر ولا يتفاخر على أحد من خلقه، بل يعيش في دائرة إيمانية من التواضع طاعة لخالقه سبحانه وتعالى...وللأسف هذا لا يحصل للكثيرين.!؟
وبالتالي نحن بأشد الحاجة إلى تفعيل معاني الحج في نفوس المسلمين قبل ذهابهم لأداء الفريضة، حتى تكون العبادة على علم لا على تقليد أعمى..؟! 
نريد من كل حاج.. أن يفقه قلبا وقالبا كل حركة يقوم بها .. وكل قول يتلفظ به.. وكل ركن يؤديه.. حتى يكون حجه مبرورا وسعيه مشكورا..
نريد عبادة تترك أثرا في حياة المسلم.. وفي أسلوب تفكيره.. وفي طريقة حياته.. وفي طبيعة علاقته مع الناس ومع المجتمع ومع الكون كله من حوله..
نريد من كل حاج أن يعود وقد تعلم من رحلته مكانة النظام بكل أبعاده.. 
تعلم .. أهمية الالتزام بالمواعيد واحترام الوقت وقيمته..
تعلم.. أداء كل شيء بوقته وبإتقان كما يجب..
وتعلم.. كيف أنه لا يبالي بأقوال الناس ومراقبتهم له لأنه همه الأول العبادة فتحققت بداخله الرقابة الذاتية طاعة لله تعالى..
كل عام يسافر آلاف الحجاج إلى الديار المقدسة، فتتزين الشوارع وتنتعش حركة التجارة بمستلزمات هذه الشعيرة، وتمتلئ الشوارع باليافطات المرحبة المليئة بالشعارات.. 
ولكن أيضا.. كل عام يعود جمع كبير من هؤلاء كما سافروا، لم يتغير بهم وبسلوكهم وبمفاهيمهم وبتصرفاتهم شيء سوى أنهم نالوا اللقب...؟!
نعم .. نحتاج إلى ثورة فكرية - علمية تعيد معاني الحج إلى أصولها ورقيها وحضارتها في أذهان الناس وتصرفاتهم.
كما نحتاج إلى حملات توعية مكثفة تفقه الحجاج بكل أمر مرتبط بعبادتهم قبل السفر وبعد السفر..
أما أن يستمر الأمر على ما هو عليه فنحن حينها سائرون في طريق التشويه المقصود، والويل كل الويل لمن يصرّ على ذلك.. ؟!

        
bahaasalam@yahoo.com