للمرة المليون أكتب وأقول.. ادرسوا ارتفاع نسب الطلاق في بلادنا وابدؤوا بالعلاج قدر الإمكان...
فنحن جميعا.. ما يكاد يمرُّ علينا يوم أو يومان إلا ونسمع عن فلان الذي بدأ بالإجراءات المتّبعة للطلاق وأخذ قراره النهائي..؟!
والأمر لم يقف هنا.. بل تعدّاه إلى مرحلة التضحية بحياة أسرة كاملة وبمستقبل الأبناء الذين هم وللأسف الضحية الأولى لهذا الانفصال في كل مرة يحدث حيث يعيشون بقية العمر يعانون من سلبيات هذا الأمر الذي لم يراعِ فيه الأبوان حقوق الأولاد..؟!
إذن.. علينا أن نعترف أننا أمام مشكلة نفسية واجتماعية وتربوية وأخلاقية كارثية تحيط بالمجتمع وهي مشكلة الطلاق، وبالتالي واجب علينا البحث عن أسبابها بكل موضوعية ثم البدء بمراحل العلاج..
ولا أكتم سرا.. إن قلت أني أستغرب أشدّ الاستغراب هذا السكوت المريب الذي يلتزم به كل المسؤولين من كل الجهات حول موضوع الطلاق..؟!
فلم نجد خطة - رسمية كانت أم خاصة - للعلاج.. لا دينية ولا ثقافية ولا اجتماعية.. بل صمت مريب ثم سكوت مرفوض، أصنّفه في بعض الأماكن شريكا في جريمة ارتفاع نسب الطلاق..!؟
إن المجتمع من كل الفئات مطالب وفورا بتحمّل المسؤولية كاملة تجاه هذا الموضوع، فلم يعد أبدا من المسموح أن نرى أسرا تنهار وعائلات تتفكّك وأولادا يتشرّدون ويعانون بل وأحيانا ينحرفون، وبالمقابل لا نسمع من المسؤولين إلا البُعد التام عن تحمّل واجباتهم تجاه الناس..؟!
تحرّكوا أيها المسؤولون... فادرسوا الأسباب.. وشخّصوا الواقع.. واعملوا على وجود إحصائيات دقيقة ترصد لنا معاناة المجتمع..؟!
تحرّكوا بكل أمكاناتكم وقدراتكم وجهودكم لحماية الأسرة اللبنانية التي لم تعد تحتمل مزيدا من الخيبات..؟!
السكوت مرفوض .. والتقاعس مرفوض.. والأهمال مرفوض.. وكل أمر لا يراعي حسن المستقبل لأبنائنا مرفوض.. فتحرّكوا قبل أن يصبح الزواج جريمة... ويصبح الطلاق.. مناسبة للاحتفال والفرح والسعادة...؟!
bahaasalam@yahoo.com