بيروت - لبنان

اخر الأخبار

18 أيار 2018 12:02ص لنعلن ثقافة التسامح هدفا لنا في شهر رمضان

حجم الخط
مع بداية شهر رمضان المبارك تعالوا لنعلن جميعا العمل كأمة وكأفراد لتحقيق ثقافة التسامح في نفوسنا وأسرنا ومجتمعنا... 
ثقافة التسامح ... التي تعيد إلينا بعضا من إنسانيتنا التي أهدرنا كثيرها بسوء فهمنا وعنادنا «الإبليسي» حتى مع أنفسنا ومع أزواجنا ومع أبنائنا، فكانت النتيجة تلك الانحرافات الأخلاقية التي سادت بلادنا حتى ساءت أحوالنا..
تعالوا .. ونحن في بداية شهر رمضان المبارك نتفق على تنحية العصبيات وإبعاد أحادية الرأي وإعادة تصويب مساراتنا النفسية والشعورية تجاه بعضنا حتى يستوعب بعضنا بعضا ثم نسعى لتحقيق قول الله تعالى {وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ}..
وتعالوا.. لنجعل كلنا شهر رمضان المبارك... شهر العودة إلى أصول هذا الدين الحنيف الذي جعله المولى تعالى رحمة وعفوا وأخوة ووعلما واعيا وعملا إيجابيا في سبيل وحدة الصف ولمّ الشمل ثم العبور من وحول الفرقة إلى ضفاف الوحدة المطلوبة...
وتعالوا.. لنغلق تلك «الأدراج المشبوهة» التي تحتوي على آلاف التهم المسبقة لكل مخالف على أصابع من تعود فتحها عند كل مناسبة رافعين بوجهه قول الله تعالى {إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ}...
وتعالوا أيضا.. لنعمل بجدّ لتتكاتف أيدينا وتكون يدا واحدة في وجه هؤلاء الذين «يبدعون» في إثارة «الجدالات العقيمة» التي لا همّ لها ولا هدف سوى إثارة المشاكل وتثبيت لغة «التخوين» بين أفراد الأمة.. تعالوا لنواجههم بتطبيق قول الله تعالى {وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْناً وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَاماً}...
تعالوا يا كل المسلمين... لنكون في بداية شهر رمضان متفقين على بداية جديدة لحياتنا ولفكرنا ولثقافتنا ولكيفية ترجمة الإيمان في مجتمعنا الذي يعاني بداية «منا».. وليس من أحدا غيرنا...؟!
اتركوا أسباب الخلاف والفرقة والتمزق، وابتعدوا عن أساليب التخوين والعمالة، واهجروا ميادين (صناعة الأفخاخ) ولتكن النوايا صافية والقلوب خالصة والأعمال صالحة والهدف عبادة الله من خلال خلقه، فنبينا قد أمرنا بهذا فقال: (الخلقُ كُلُّهم عِيالُ الله عزَّ وجلَّ، فأَحَبُّ خلقِه إليه أنفعُهم لعِيالِه)...
إن شهر رمضان أيها المسلمون ليس شهر الامتناع عن الطعام والشراب فحسب، بل هو فرصة ربانية مباركة لإعادة تكوين المجتمع المسلم بكل مجالاته بما يرضي الله ورسوله... 
فهل سنعيش الإسلام في رمضان بكلياتنا... أم سيبقى مجتمعنا رمضانيا لا ربانيا..؟!