بيروت - لبنان

اخر الأخبار

19 حزيران 2018 12:03ص ما بعد رمضان...

حجم الخط
انتهى شهر رمضان المبارك، وهو خير الشهور وأحبها إلى الله عز وجل، وصامه الناس إيماناً واحتسابا، فكان في اوله رحمة بهم، وفي أوسطه مغفرة لهم، وفي آخره عتق رقابهم من النار.
انتهى شهر الخير، بعدما عجت المساجد بالمصلين الذين كانوا يؤدون الصلوات الخمس تتبعها صلاة التراويح التي تتراوح ركعاتها بين الثماني ركعات والعشرين ركعة، وقرأ الصائمون آيات مباركات من القرآن الكريم، ومنهم من ختمه مرة أو عدة مرات، ومنهم من قام قيام الليل وتهجد متعبداً خاشعاً حتى مطلع الفجر، ومنهم من التحق بحلقات العلم في المساجد أو حلقات الذكر في المنازل، وأكثر من الاستغفار والدعاء في هذا الشهر الفضيل.
ومرّ العيد بأيامه الثلاثة، فقام الصائمون بواجب زيارة الأقارب وصلة الارحام التي حث عليها الاسلام في كثير من الأحاديث الشريفة والآيات العظمى، وتبرع الموسرون بأموالهم للجمعيات الخيرية ودفعوا زكاة إفطارهم، وأطعموا الجائع والمسكين، وأفرحوا قلوب الصغار وجعلوهم يشعرون بفرحة العيد وسعادته.
والآن، وبعدما انتهى شهر الصيام وانتهى العيد بأيامه الثلاثة، هل سيحافظ المسلمون على صلواتهم في المساجد، ويداومون على قراءة القرآن الكريم، والالتحاق بحلقات العلم، وهل سيستمرون في المحافظة على صلة الأرحام، ودفع زكاة الأموال للأيتام والفقراء والمساكين، هل نفعل كما كان يفعل سلفنا الصالح، يتحضرون ستة أشهر قبل مجيء رمضان، ويدعون الله ستة أشهر بعده طالبين من الله عز وجل قبول صيامهم وطاعتهم.
ان الله عز وجل لم يفرض الصلاة وقراءة القرآن الكريم وتدبر معانيه، أو دفع زكاة الأموال في شهر رمضان فحسب، فالصلاة والعبادة والذكر والدعاء وزكاة الأموال تكون في جميع شهور السنة وليس في شهر رمضان فقط...
لذلك نحن نأمل ان تبقى أخلاقيات شهر رمضان المبارك، على مدار العام في شخصية كل مسلم، حتى يتقبل الله صيامنا ودعاءنا وركوعنا وسجودنا، فالله أمرنا بعبادته كل يوم على مدار السنة كلها، وليس في رمضان فحسب، وحين ينتهي رمضان، نعود إلى سابق عاداتنا وتقاعسنا عن الصلاة والذكر والعبادة.
إن الانسان لا يعلم متى تأتي منّيته ومتى يكون في عداد الراحلين، فـ «الكيّس من دان نفسه وعمل لما بعد الموت، والجاهل مَنْ أتبع نفسه هواها وتمنّى على الله الأماني».
فأمنيتنا أن تظل ثقافة رمضان ساكنة في أعماقنا على مدار العام، فهو المدرسة التي تعلمنا شتى العبادات، وتطهرنا من الآثام والخطايا، مصداقاً لقول كاتب هذه السطور:
رمضان يا خير الشهورغمرت بالنعمى البرايا
يا فرصة للتائبينيكفرون بها الخطايا
يتقربون إلى الالهبصدق مكتون النوايا
يتعبدون ويسجدونطوال صبحك والعشايا
***
رمضان انت النوريغمر بالضياء الكائنات
في كل ثانية بشهركرحمة وتجليات
فأفضْ علينا رحمةًتمحو الذنوب الطافحات
لنفوز بالرضوانلحظة يغلق الله الدواة!

خليل برهومي