بيروت - لبنان

اخر الأخبار

7 شباط 2019 12:04ص ماذا وراء الهجوم على الحجاب؟!

حجم الخط
في الوقت الذي تسعى فيه نساء في مختلف البلاد الأوروبية والأميركية لتنقية صورة الحجاب والمحجبات من كل شائبة ألصقت بهن زورا وبهتانا، تأتي «الضربة المؤلمة» من داخل بلادنا العربية لتشوه المفاهيم وتهاجم الحجاب وتصفه بما لم ينزل به الله سلطانا..؟!
وليس صدفة أن تنشر كتابات ومنشورات الناقمين والناقمات على الحجاب في يوم الحجاب العالمي، ولعل آخره ما (طبل الإعلام وزمر له) وهو كتاب المجد لخالعات الحجاب والنقاب للمصرية دينا أنور..؟!
ولست هنا في وارد الرد على فلان أو علان، ولا في مجال الحكم على النوايا وما في دواخل النفوس، ولا أيضا الدخول في سجال مع كتابات فلانة أو علانة، ولكن أكتب ما أكتبه اليوم لأطرح مجموعة من الأسئلة التي تستفزني في هذه الحالة العبثية المنتشرة من حولنا..؟!
هل من الحرية والديموقراطية - التي تزعمون أنكم تطالبون بها - أن نهاجم كل محجبة ونعتبرها متخلفة ورجعية، في الوقت الذي تزداد رقعة الخلاعة والعري في بلادنا وحين نتكلم عنها أو نرفضها نوصف بالإرهابيين والرجعيين والمتشددين..؟!
وهل من العدل والإنصاف - الذي تطالبون به - أن تحرم المحجبات من كل وظيفة وهن قادرات على حسن العمل بها فقط لأنهن محجبات ورب العمل لا يريدهن في مؤسسته..؟!
وهل من المنطقي أن نعالج سوء تصرف بعض المحجبات بحروب تقضي على الحجاب تماما وهو فرض ثابت في ديننا لا مجال للشك فيه..؟! 
إن المشكلة التي نعاني منها في حقيقة الأمر ليست قضية الحجاب، وإنما هي قضية اعوجاج فكري وثقافي وتربوي متطرف لا يرضى بالوسطية التي أمرنا بها ديننا الحنيف، وإنما يريد العلاج بالبتر وإن كان العضو سليما..؟! 
ولذا اسمحوا لي أن أسأل... 
إن أخطأ مصلٍ بحق بلاده وأهله .. فهل سنقول أن الصلاة عمل إرهابي ونطالب بإلغائها...؟!
إن سرق حاج أو قام بالاحتيال على أحد.. هل سنعلن الحج عملاً أرهابياً ونصر على إيقافه..؟!
إنها العقلية المريضة التي اجتاحت مجتمعاتنا وأصرت على التطرف في كل شيء ثم قالت ... حرية..؟!
إن الهجوم المغرض على الحجاب والدعم المستغرب الذي يلقاه كل مهاجم أمر مرفوض جملة وتفصيلا، وإن لم نسعَ لتحقيق العدل في فكرنا وفي سلوكنا وفي أحكامنا فنحن سائرون إلى الدمار, والأسوأ أننا سنكون حينها الجناة والضحايا.. ولن يلتفت إلينا أحد...؟!




أخبار ذات صلة