بيروت - لبنان

اخر الأخبار

16 تموز 2018 12:05ص متى يكون المجلس الإسلامي .. شرعياً.. وأعلى..؟

حجم الخط
أن يكون للمسلمين مجلس.. فنعما الأمر.. هو! وأن يهتم هذا المجلس بأمور أهل السنّة والجماعة.. الدينية منها.. والدنيوية.. فطوبى لأهله.. ومباركون هم.. وهو..!
أما أن يقتصر عمل المجلس على إصدار بيانات التأييد، وفتاوى التمجيد، والانتصار لصاحب السلطان هذا.. يوماً.. ويوماًً لذاك وعلى تقبل التهاني في الأعياد والمناسبات.. وعلى إثبات هلال أقبل .. وآخر فات .. وأمور أخرى لا تقيل لنا عثرة.. ولا تدفعنا إلى الأمام خطوة.. ولا ترفعنا.. درجة.. فذاك أمرٌ.. إمرٌ... الساكت عنه آثم قلبه.. وآثم.. مولاه..! فتلك أمانة.. وانها يوم القيامة خزي وندامة.. إلا من أخذها بحقها.. وأدى الذي عليه فيها.. كما قال سيّد الخلق محمد صلى الله عليه وسلم  لأبي ذر الغفاري رضوان الله عليه يوم سأله الولاية وحق المسلمين في مجلسهم أعظم مما ذكرنا.. فحذارِ الخزي.. يوم لا تنفع الندامة..!
جميل.. أن تكون «اللازمة».. في كل بيانات المجلس.. تلك الدعوة المشكورة للوحدة الوطنية .. إنما أولى له فأولى.. ثم أولى له فأولى أن يطالب.. وهو المجلس الإسلامي.. ان أراد أن يكون الأعلى بوحدة الصف الإسلامي.. أي وحدة أهل السنّة والجماعة.. ويعمل على ذلك.. لا على عكسه..!
وجميل أيضاً.. أن يدعو إلى احترام الرأي الآخر.. وإلى تغليب مبدأ الحوار والحكمة.. والموعظة الحسنة.. إنما أولى له فأولى ثم أولى له فأولى أن يقلع عن تصوير المسلمين بأنهم أمة الاعتدال.. والوسطية.. و...  و.... فنحن أمة الحق.. وليس في الحق.. حل وسط.. أما الآية التي يلحدون إليها.. وأشياعهم: {إنّا جعلناكم أمة وسطاً} (البقرة 143) فبيانها في تتمتها.. {ليكونوا شهداء على النّاس ويكون الرسول عليكم شهيداً} (البقرة 143) أي اننا.. وسط في الدعوة.. بين رسول الله صلى الله عليه وسلم  وسائر النّاس أي مبلغين الدين عن رسول الله صلى الله عليه وسلم الى عامة النّاس.. مصداقاً لقوله عليه الصلاة والسلام.. «بلغوا عني ولو آية».
وجميل.. أيضاً.. ما كان من مطالبة المجلس.. لأشهر خلت ... وبكل حزم.. وإصرار.. ما لبث.. أن تلاشى عزمه.. كالعادة.. وخار.. بتعطيل العمل في البلد .. يوم الجمعة.. بداعي الصلاة.. في الوقت الذي لم يفكرّ المجلس بتعطيل العمل.. ولو لربع ساعة في اليوم.. في دار الفتوى لإقامة صلاة الظهر.. جامعة لأهل الدار.. وهم جميعاً.. كما افترض.. من المسلمين المصلّين.. غير الساهين..! وذلك في بهو الدار.. الواسع والفارغ ليل نهار.. إلا من بعض.. زوّار..! أو حين يعقد ذاك الاجتماع... الشهري اليتيم.. للمجلس الاسلامي الكريم.. والذي كم نودّ صادقين لو يفتح جلساته.. بآي من الذكر الحكيم.. كي لا يكون لا سمح الله كالبيت الخرب... كما وصف أمثاله.. من أوتي جوامع الكِلَمْ صلى الله عليه وسلم  لا ذكر يعطره.. ولا محاضرة في الفقه تزكيه..! ولا مناظرة في علوم الدين.. تبعث الحياة فيه !!! فلا أقل من أذان يقام فيشفع لمن فيه..! أما صلاة الجمعة... فالسنّة فيها أن يكون أمير المؤمنين هو الإمام.. وعو الخطيب.. في ... المسجد الجامع الكبير.. وأمير المؤمنين عندنا هو رئيس المجلس الاسلامي الشرعي.. الأعلى. هو سماحة مفتي الجمهورية.. لا يتقدم عليه أحد.. كما لم يتقدم على أبي بكر .. بعد رسول الله  صلى الله عليه وسلم  في الامامة حتى عمر .. ولم يتقد من بعده على عمر.. حتى عثمان .. ولم يتقدّم على عثمان.. رضوان الله عليهم أجمعين.. ولم يؤثر عن أمير.. إن جلس يوم الجمعة مستمعاً.. لخطيب..! أو صلى مأموماً.. لا إماماً...!
وخطبة الجمعة.. هي بعد التوجيه.. كلمة المسلمين.. ويجب أن تقال.. كل أسبوع وليس في العيدين.. والمناسبات..! وقبل المطالبة.. بحق العباد علينا أن نقيم فينا.. حق رب العباد..!  التقوى ها هنا.. كما علمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم .. مشيراً إلى قله.. ومردداً ذلك.. للتأكيد ثلاث مرات!
ويحضرني في هذا السياق افتتاحية... في النهار سطرها لسنين خلت.. سيادة المطران جورج خضر.. في مثل هذه الأيام المباركة.. عنوانها «المسلمون يدعونني للإفطار عندهم في رمضان.. ليتهم يدعونني للصيام معهم في هذا الشهر..» المطران أطال الله عمره وزاده هدى يفضل الدعوة إلى تقوى الله.. الى الصيام.. على الدعوة.. إلى الطعام لعله يعرف.. وأنا به زعيم.. قول رسول رب العالمين شرُّ الطعام طعام الوليمة.. يُمنعها من يأتيها.. ويُدعى إليها من يأباها» (أخرجه البخاري)، وشتان بين ما ذكرنا .. ولو كان مجاملة.. وبين تُلبّية دعوة الرحمن.
أما نحن فيبدو أننا... في هذا الزمن نفضل العكس. ولو على حساب الدين..! فحين دُعينا.. لإقامة تلك الصلاة المشتركة.. في يوم سُمّي.. عيد بشارة السيدة مريم عليها السلام.. أقول حين دعينا... وكم دُعينا.. فما أسرع ما لبّينا.. وباركنا... وشاركنا.. وكم وددت لو اعتذرنا.. عن صلاة المجاملة تلك.. فلا مجاملة في صلاة المسلمين.. وليس في الإسلام صلاة مشتركة.. فكيف إذا اختلطت فيها وعلى صعيد واحد تراتيل .. لا إله الا الله... مع ترانيم.. يا أمّ الله...!
{وقد نزّل عليكم في الكتاب أن إذا سمعتم آيات الله يُكفر بها ويُستهزأ بها.. فلا تقعدوا معهم حتى يخوضوا في حديث غيره انكم إذا مثلهم.. إن الله جامع المنافقين والكافرين في جهنم جميعاً} (النساء 140)..
أما الكافرون.. فمعروفون.. وأما المنافقون فلمن أشكل عليه أمرُهُم.. «فمن ثمارهم تعرفونهم.. هل يجتنون من الشوك عنباً.. أو من الحسك تيناً؟». كما قال المسيح عليه السلام في انجيل متّي.. (7-16) أو كما قال رب المسيح.. في قرآنه العظيم.. في سورة محمّد (30) {ولتعرفنهم في لحن القول} ولحن القول إن جاز على السفيه.. فلا يخفى على النبيه.. وكلنا ... كما ندعي... نبيه!!!
ولمجلسنا الكريم نقول... وهو الإسلامي الأعلى كما يقول... «كان أولى لك فأولى.. ثم أولى لك فأولى أن تطرح «الكلمة السواء» المذكورة .. في سورة آل عمران (64).. موضوعاً... للقاء... في عيد بشارة العذراء... بدل تلك المجاملة.. الجوفاء... ثم أليس للمسلمين أموراً أعظم قدراً.. وأحق .. بالتلبية والاهتمام.. من تلك الدعوات والمجاملات والمشاركة.. في محاضرات.. وندوات عنوانها.. الدفاع عن حقوق الأقليات.. وحقيقتها.. الاعتراف .. بسلّة ديانات...!
المجلس الاسلامي ان أراد أن يكون شرعياً.. وأعلى.. فعليه أن يجيب على سلّة استفسارات بنّاءة.. وتساؤلات!!! أولها.. أين نحن من تنظيم.. المديرية العامة للأوقاف الإسلامية.. وهي رأس سنام المؤسسات الإسلامية بل هي فيها كالقلب للجسد اذا صلحت صلح الجسد كله .. واذا فسدت فسد الجسد كله..! أين المكننة.. أين إعادة الهيكلة.. أين خطط التطوير... والتنمية.. وأين الرؤى المستقبلية.. وأين.. إن كنا متفائلين...التقرير.. السنوي والميزانية..؟!
أين نحن من أحوال المحاكم الشرعية... التي أنشئت من عشرات السنين.. بقوس واحد.. وما زالت..! محفوظاتها... قراطيس في صناديق.. وما زالت..! لا مكتبة شرعية فيها.. وهي خالية من المراجع القانونية... وما زالت..! لم تعاصر الكومبيوتر.. وعجائبه.. وما زالت..! ولولا لطف من الله... وبركات.. لإنفجرت بكثافة المراجعين.. والمتقاضين.. والزائرين.. والموظفين.. وزالت!!
بل أين نحن مما يُثار في الإعلام.. من حقوق المثليين.. مثلاً.. ووهب الأعضاء البشرية.. من أموات.. لميِّتين... وما يُفترى على الدين بإسم الدين.. {قل هاتوا بُرهانكم إن كنتم صادقين} (النمل 64).
 المهندس رشاد السيّد