بيروت - لبنان

اخر الأخبار

17 حزيران 2019 12:02ص محاربة المنكر... من رأس الهرم

حجم الخط
يروى في السيرة النبوية الشريفة، انه جاء رجل الى النبي محمد عليه الصلاة والسلام وسأله عن آية في القرآن الكريم، تجمع ما تفرّق من معاني الإسلام، فقرأ عليه نبي الإسلام قول الله تعالى: {ان الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي}...

ولطالما ردّد خطباء الجمعة هذه الآية المباركة في ختام خطبة الجمعة قبيل القيام لأداء الصلاة وذلك في مقام الموعظة والتذكير، ذلك ان العدل هو أساس الاستقرار الإجتماعي، لأنه ضمانة تطبيق إحسان الصلة ما بين الناس بعضهم ببعض، ومناهضة الجريمة وقطع دابر مسالكها.

وعندما تنكس ألوية العدل، تنتهك المحارم، ويستشري الفساد، ويسود القتل، وترتكب المحرّمات والمحظورات والعدل بمعناه المطلق يعني الإحسان، وعندما يسود العدل يسود الإحسان بين الناس، والإحسان الذي أشير إليه هو اخلاص العبادة لله، وممارسة التقوى بكل معانيها، وهذه الأخيرة يدخل ضمنها كل ما هو حسن في التعامل مع الذات ومع الآخرين بكل إخلاص واحتراز من الوقوع في المحرّم... وما أروع ما عبَّر عنه نبينا محمد عليه الصلاة والسلام عندما سُئل عن الإحسان فقال: الإحسان أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك.

والإحسان بمعناه الأشمل أن يكون القانون ساري التطبيق في كل مفاصل المجتمع، وعلى جميع أفراده، كبارا وصغارا، على الأقربين قبل الأبعدين، على المسؤولين والنافذين وأهل السلطة قبل غيرهم من عامة الناس، على الرئيس والوزير والنائب والمدير وأولادهم وذرّياتهم وأزلامهم، وعلى الجميع سواسية دون محاباة أو تفضيل.

الإحسان أن نعبد الله كأننا نراه فإن لم نكن نراه فإنه يرانا.

هكذا طبّقه رسول الله في كل مفاصل سيرته العطرة وعلينا الإقتداء به في كل مفاصل حياتنا في بلادنا القذرة، وقد سألوه أن لا يطبق القصاص وينفّذ العقوبة على امرأة من بني مخزوم من أهل الحسب والنسب والجاه فرفض وعاقبها وقال مقولته المشهورة (لو ان فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها)...

انني أؤكد لكم أنه لو تم تطوير قانون العقوبات وتم تنفيذه على كبار القوم الخاطئين قبل صغارهم، لبعثت الحياة في مجتمعنا من جديد...

اعدموا القاتل... واقطعوا يد السارق لكي يعيش ذليلا بيده المقطوعة ويكون عبرة لمن يراه...

اجلدوا المحتال، ومدمن حبوب الكبتاغون وبائعها وصانعها، والمدمن على المخدرات، وشارب الخمر، والزاني أمام الناس وعلى شاشات التلفزة لكي يقلعوا عن معصيتهم وتشفى قلوبهم وأجسادهم ولكي يستقيم المجتمع من ورائهم... وفي القرآن الكريم: {ولكم في القصاص حياة يا أولي الألباب}.

حاربوا الفحشاء والمنكر والبغي من رأس الهرم حتى قاعدته تكسبون وطنا رائعا ومجتمعا فاضلا وتنعمون بنعمة الاستقرار الأمني والإجتماعي.