«اللــــــواء الإسلامي» التقت مدير المدرسة الشيخ سليم مجدلاني وحدّثنا عن هذا الصرح التعليمي، فكان هذا الحوار:
{ متى تأسّست مدرسة جمعية مكارم الأخلاق الإسلامية؟
- تأسّست مدرسة جمعية مكارم الأخلاق الإسلامية عام 1950 في منطقة البسطة الفوقا، كانت في بدايتها عام 1938 عبارة عن كتّاب أسّسه مجموعة من أهل الفضل وبهمّة عدد من مشايخ بيروت الافاضل لتعلّم القرآن الكريم واللغة العربية.
تبلغ مساحة العقار حوالى 580 مترا مربعا، حيث تعتبر اليوم وسط منطقة شعبية يغلب عليها الطابع الشعبي المتواضع في مدرسة شبه مجانية صفوفها روضات وابتدائي، تُعنى خصوصاً بأولاد النواحي المجاورة العاجزين عن تحمّل تكاليف المدارس الخاصة ونحوها، هذا فضلاً عن الرعاية الدينية الصحيحة التي باتت اليوم الأساس التي تقوم عليه مسؤولية المدرسة بحق هؤلاء الطلاب وتحفيظ القرآن الكريم وعقيدة أهل السنّة باللغة العربية والفرنسية والانكليزية.
ومن جهة أخرى، تمّ إعادة ترميم هذا المبنى المصنّف أثرياً وتحديثه ضمن المحافظة على طابعه المميّز وإضافة صفوف أخرى إلى العدد الأصلي ومكاتب إدارية بواسطة دراسات تنظيمية وتوسعية للمبنى للإستفادة من إرتفاع السقف البالغ ما يقارب ستة أمتار، وهذا التجديد قام على حساب المساعدة السنوية الرسمية من وزارة التربية حصراً. وإنما كثرة الثغرات والأضرار الحاصلة والتطويرات الضرورية لخدمة الطلاب صحياً وتربوياً ناقشت قيمة المساعدة إلى حدّ كبير واستحوذتها كاملة والتي تجاوزت الـ 100 ألف دولار.
تطوّر مستمر
وقال: بالمبدأ من وقت استلامي إدارة المدرسة ركّزت على موضوع تعليم الدين «علم الدين» ورعاية أمر الصلاة منذ عام 2017 ولغاية الظهر، صلاة الظهر، يراعى الطالب إذا صلّى صلاة الصبح أو لم يصليه قبل اذان الظهر بالإضافة إلى جانب العلوم الأكاديمية نقوم بتدريس حفظ القرآن الكريم والفقه والتوحيد، القرآن الكريم باللغة العربية والتوحيد والفقه باللغات الثلاث: العربية والفرنسية والأجنبية.
ومنذ حوالى شهر ونصف نالت مدرستنا الجائزة الدولية التربوية للمعهد البريطاني بمشاركة مدارس دولية، وشاركنا بأبحاث تطرح مواضيعها المعنيين بالجائزة والحمد للّه المباراة الأولى نجحنا بسبعة مواضيع حدّدتهم الإدارة منها تربوية واجتماعية وثقافية ومنها تقاليد الدول ومنها جزء يتعلق بتقاليد كل دولة مشاركة أو بالدولة المشاركة معها...
وقد أخبرتنا اللجنة انه في العام الحالي في يوم 16 كانون الأول هناك حفل تكريم لمدراء المدارس الفائزة والفريق العامل في وزارة التربية برعاية وزير التربية.
{ أرى من خلال حديثك انكم بالمدرسة تركّزون على العلوم الدينية في منهاجكم؟
- أكيد لأنه لا شيء يصوّب أخلاق الطالب ويضع حدود بينه وبين أهله واخوانه من البيت وأصدقائه في المجتمع ككل سوى الضوابط التي هي آداب الشرع لأن الطالب عندما يتلقّى هذه العلوم بالإضافة إلى العلوم الأكاديمية يصبح لديه توقف عند الحدود الشرعية، فمثلاً حين يتعلم طاعة الوالدين وكيف ان الدين عظّمهما ومعرفة مدى الاثم مع الوالدين لاشعورياً يعاملهم بالحسنى، وكذلك الأمر مع أصدقائه وتصرفاته في المدرسة، فهذا الأمر يقوّي شعور الإحسان والمساعدة مع الآخرين والتعامل فيما بين الطلاب مع بعضهم البعض، فبعد اختبارنا للكثير من المناهج لم نرَ شيئا يعلّم على آداب الشرع بضبط الطالب، فمجرد تعليمنا كيفية وآداب الصلاة للطلاب لاشعورياً نراهم يقفون في الصف بانضباط وتراتبية، فهذا الأمر يعلّمهم حسن التصرف ولكن الأساسي في كل ذلك أن يكون الطالب يملك إيمان قوي بالله عزّ وجلّ..
توثيق العلاقة بتاريخنا
{ ماذا عن الاحتفالات والمناسبات الدينية، كيف تحيونها؟
- تقوم إدارة المدرسة بإعطاء الاحتفالات الدينية والمناسبات الدينية أهمية كبرى حيث نقوم بإشعار الطالب بعظمتها وأهميتها، فمثلاً خلال ذكرى المولد النبوي الشريف تقوم الهيئة التعليمية بتخصيص أسبوع المولد قبل ذكرى المولد النبوي الشريف بأسبوع حيث تتحوّل المعلومات الأكاديمية إلى معلومات عن مولد النبي عليه الصلاة والسلام من دون تغيّر في أصل المنهاج، ونقيم لهم مباريات في المعلومات التي استفادوها من هذا الأسبوع وتوزع على الفائزين الجوائز التحفيزية وعلامات إضافية على جهدهم تضاف إلى معدلهم الفصلي.
وكذلك في شهر رمضان تقوم المدرسة بإفطارات لطلابها وتشجعيهم على الصيام وتقديم الهدايا لهم، والملفت في الأمر ان هناك الكثير من الفتيات تحجّبن نتيجة هذه الدروس الدينية.
وكذلك الاهتمام بذكرى الإسراء والمعراج من خلال شرح مفصّل في الفصول عن معاني وأهمية هذه الذكرى لترسيخ المفاهيم العظيمة عند الطلاب، كما تقوم المدرسة بأخذ الطلاب يوم الجمعة أحياناً للصلاة في المسجد وبتنظيم النشاطات الرياضية، ويتخلّل العام رحلات ونزهات خارجية وإستضافة شخصيات رياضية تربوية ليكون التوجّه ضمن الهدف المنشود.
مراعاة الظروف الاقتصادية
{ كيف تستطيع المدرسة في ظل الأزمة الاقتصادية تجاوز هذه الظروف؟
- على الرغم من مشقّة الظروف المالية نقوم قدر المستطاع مراعاة الأهالي ولا نستطيع أن نضغط عليهم، نحاول قدر المستطاع التراضي مع الأهل لحثّهم على دفع الأقساط المدرسية التي من خلالها نسدّد نفقات المدرسة ورواتب المعلمات بالتوافق معهم، لأن هذا الظرف ظرفاً شاملاً للكل وليس فقط في مدرستنا، ولكن نعطي معلماتنا رواتبهم كاملة دون إجتزاء والأمور الحمد للّه لغاية الآن تجري على خير بعد تفهّم المعلمات لظروفنا. والجدير ذكره اننا قمنا بتأهيل معلماتنا مع دكاترة الجامعة العالمية وإشراف إدارتها عبر دورات خاصة.
{ ما هي تطلّعاتكم المستقبلية للمدرسة؟
- ان آفاقنا لخدمة الطلاب مفتوحة وتأمين أفضل مستوى تعليمي أكاديمي لهم وتوفير جميع وسائل الراحة حيث نستحدث صفوف جديدة كل عام مجهّزة بوسائل تدفئة وتبريد وجميع الصفوف مجهّزة بخطوط إنترنت ولدينا كهرباء مستمرة في المدرسة، وقمنا بتحديث مبنى المدرسة مع البقاء على التراث القديم للمبنى، وقد حاولنا سابقاً السعي لأن يقف معنا الكثير من الخيّرين بحكم المسؤولية تجاه أولاد المسلمين الفقراء والايتام ولكن للأسف لم نرَ نتيجة إيجابية في الأمر، واتكالنا في الختام على قدرة رب العالمين.
{ هل من كلمة أخيرة؟
- أرجو الله تعالى أن يتمّ علينا ديننا ودين أولادنا لأن السلامة سلامة الدين والنجاح نجاح الدين ويتبع ذلك أن يكون الشخص ناجح في الأمور الأخرى الدنيوية لأنه من الضرورة أن يكون في مجتمع المسلمين أشخاص أطباء، تربويين، معلّمين، مثقفين للحفاظ على سلامة المجتمع وتكامل المجتمع، الرسالة التربوية رسالة واسعة ولكن الحمد للّه نحنا نبذل قصارى الجهد حتى نستطيع تعميم هذه الرسالة على أكمل وجه وبكل صدق وأمانة كاملة.