بيروت - لبنان

اخر الأخبار

20 شباط 2020 12:03ص مرصد الأزهر في دراسة جديدة: لضرورة العمل على التماسك الأسري ومراعاة البُعد الاجتماعي

مرصد الأزهر لمكافحة التطرف مرصد الأزهر لمكافحة التطرف
حجم الخط
دعا مرصد الأزهر لمكافحة التطرف، لتأكيد ضرورة العمل على التماسك الأسري، ومراعاة البُعد الاجتماعي، وحثِّ جميع الجهات المعنية على وضع ميثاق مشترك يهدف إلى حل المشكلات الاجتماعية في مهدها ويتلافي الوقوع في مخاطر التفكك الأسري، وتُصدِّر للمجتمعات أبناء قتلة يحرفون في نصوص الدين ليتخذوها ستاراً لشرعنة جرائمهم.

وأضاف في دراسة بعنوان «التطرف الفكري وعلاقته بتدمير الحياة الاجتماعية»، أن «التطرف الفكري» يُعد سبباً رئيساً في تدمير حياة المتطرفين الاجتماعية، إذ يلاحظ على شخصية المتطرف رفضه لكثير من القيم، والأعراف المجتمعية، من خلال تبريرات متوهَّمة يحاول من خلالها شرعنة ما يقوم به من تطرف، وما يصل إليه من غلو، ولا شك أن هذا كله يثمر ألواناً متعددة من التدمير الاجتماعي، ويسهم إسهاماً كبيراً في انهيار الكيانات الأسرية، وضياع الأبناء، والزجِّ بهم في براثن الفكر المتطرف.

دراسة ميدانية

وأكد أنه من خلال دراسة البُعد الاجتماعي لشخصية السيدة «سميحة» إحدى الداعشيات اللاتي تم استضافتهن من قبل الإعلامي نشأت الديهي في برنامج «الورقة والقلم»، والذي اتضح من حوارها أنها من السيدات العاملات، وتتكوّن أسرتها من الزوج المعاون لها و4 من الأبناء، ويتضح من هذه الصورة الاجتماعية لأم وأب وأبناء مدى الاستقرار الأسري الذي كانت تعيشه تلك الأسرة قبل تمكُّن الفكر التكفيري من عقولهم، وانضمامهم إلى تنظيم داعش الإرهابي، إلى أن سيطرت فكرة «الهجرة» على كلٍّ من الأب والأم للجهاد - على حدِّ زعمها وفهمهما المغلوط -، وانخرط الابن الثاني البالغ من العمر 22 عاماً في هذا التيار المدمر حتى قُتل في سوريا، مخلّفاً وراءه زوجة وأبناءً، ليثمر قتله دماراً في كيان أسري آخر.

وتساءل المرصد: كيف تزعم تلك الداعشية خروجها للجهاد مع وزوجها على أرض غير أرضها تاركة ورائها أبناء مشرّدين بدون أب أو أم، ليس لهم من يقوم على تربيتهم؟

وكيف لم تفكر تلك الداعشية ولو للحظات قليلة أن تركها جهادها الحقيقي والمتضمن تربية صغارها يؤدّي لا محالة إلى الدمار الاجتماعي حال غيابها هي وزوجها؟ وهل من الإسلام أن تُلقي بيديها أحد أبنائها إلى التهلكة زاعمة أنه في جنان الخلد؟

وذكر المرصد، أنه استكمالا للدمار الاجتماعي الذي أصاب تلك الأسرة المستقرّة، نجد أن أعمار أولادها الذين تركتهم يتراوح ما بين الخامسة عشر وبداية العشرينيات، وهي بلا شك مرحلة عمرية صعبة، يبرز فيها الاحتياج الشديد إلى وجود الأبوين من أجل التقويم التربوي للأبناء، ومع ذلك وفي أشدّ الفترات التي يحتاج فيها الابن إلى أبيه وأمه من أجل ترسيخ الصفات المتزنة ليكون عنصراً نافعاً في المجتمع، نجد أنانية الفكر والعقيدة المزعومة قد ترسّخت في عقل الأب والأم لتنهار أمامها غريزة الأمومة وعاطفة الأبوّة.