بيروت - لبنان

اخر الأخبار

30 تشرين الأول 2019 12:04ص مع بداية شهر ربيع الأول الدُعاة يؤكِّدون: عودوا إلى الرحمة المهداة

وكونوا أخوة متحَابين كالجسد الواحد

حجم الخط
يمثل شهر ربيع الأول في وجدان المسلمين كلهم معاني الخير والرحمة والبركة، حيث فيه ولد نبي الرحمة محمّد   صلى الله عليه وسلم، ومن هنا نرى المسلمين في شتى أنحاء العالم يحرصون منذ بدايته وحتى نهايته على إحياء هذه الذكرى العطرة..

ولكن السؤال الذي لا بدّ أن يكون في عقولنا..

كيف نحول هذا الشهر إلى موسم عمل شامل يؤسّس لمستقبل أفضل..؟!

وكيف نعمل توعويا واجتماعيا وأسريا وأخلاقيا لتكون انطلاقة ربيع الأول بداية تعيد النّاس إلى سنة نبيهم وليس احتفالاً لسانياً لا يقدم سوى الكلام...؟!

أسئلة كثيرة تطرح عن كيفية العمل في هذا الشهر الفضيل...

شحادة

{ بداية قال القاضي حسن الحاج شحادة: ان شهر ربيع الأوّل هو شهر ولادة النبي  صلى الله عليه وسلم  ومن هنا نعتبر ان الله عز وجل عندما قال في كتابه العزيز: {وما ارسلناك إلا رحمة للعالمين} يعتبر دلالة على ان بداية هذا الشهر مولد النبي فيه هي بداية النور والرحمة والسلم ونشر الثقافة والعلم للبشرية جمعاء.

واضاف: اتمنى ان تكون هذه المناسبة إضافة إلى مناسبة ولادة النبي   صلى الله عليه وسلم  هي مناسبة لاعتبار هذا الشهر شهر النور وبشارة العلم ونشر الفضيلة والثقافة والسماحة والرحمة للعالم بأجمعه، لأن النبي   صلى الله عليه وسلم  هو رحمة للعالمين ولم يحصر سبحانه وتعالى عز وجل انه رحمة لامة دون أخرى وبالتالي فانا نرى ولادة النبي محمّد   صلى الله عليه وسلم  والبشارة به وبما جاء به في هذا الشهر هي مناسبة جامعة ينبغي ان نحافظ عليها ونكرسها كي تكون حافزاً لتغيير ما في النفوس والعودة إلى ما جاء به النبي  محمّد   صلى الله عليه وسلم  وهو النور   الذي اضاء الظلمات والعلم الذي محا الجهالات والعدل الذي انصف المظلومين، وبالتالي فان لهذا الشهر الفضيل كما لغيره من الأشهر الحرم من أهمية بالغة الذي خصص الله عز وجل فيه ولادة أشرف الانبياء واشرف الخلق.

وتابع قائلاً: وينبغي على جميع الأمة الإسلامية افراداً ومسؤولين وبالأخص العلماء منهم ان يتخذوا من هذا الشهر الفضيل وانطلاقته منطلقاً وحافزاً لتعريف النّاس بفضل هذا الشهر المبارك الذي به اشرقت النور لى الأرض وفي السماوات بمولد الرسول   صلى الله عليه وسلم  الرسول والنبي الذي جاء بالعلم والرحمة والعدل والتسامح والدعوة إلى الألفة ومن هنا عليهم ان يأخذوا هذه التعاليم وينشرونها بين الشعوب وبين القبائل وبين الدول والأفراد كي يعرف العالم باسره سماحة هذا الدين ومحبته للآخر ودعوته للتسامح والسلم والعدالة والانصاف.  وختم قائلاً: آملين من الله عز وجل ان يمن علينا بنعمة الإسلام وان يُعيد هذا الشهر الفضيل وما فيه من اجمل المناسبات وانقاها على أمته وعلى العالم باسره بالخير والسلام والمحبة والوئام.

القوزي

{ أما الشيخ د. مازن القوزي رئيس دائرة المساجد في دار الفتوى فقال بدوره : كم نحتاج في هذه الأيام وفي بلاد المسلمين جميعاً لطرح السؤال التالي أين هم من حياة رسول الله اخلاقاً والتزاماً ورسالة، هل أصبح الدين غريباً كما بدأ، وأصبح المسلم الإنسان المتخلف بعد  ان كان المسلم الحق هو المصدر للثقة والاخلاق والقيم والدين والالتزام، وبعد ان أصبح الدين شعاراً وفقدنا كل المقومات من البر للوالدين إلى صدقية التعامل بين البشر عموماً إلى انقطاع الصلة بين الاقارب والارحام إلى تفشي مرض العقوق للوالدين، سنطرح الآن سؤالنا هل هؤلاء مسلمون حقاً، نقول لا، فخير أمة اناس عرفوا الطريق فسلكوه وقرأوا القرآن ففهموا وعرفوا محمّداً   صلى الله عليه وسلم  النبي الرسول الرحمة المهداة فاتبعوه.

كم نحتاج بشهر المولد ان نسأل انفسنا أين نحن من المولد من الالتزام الصادق وهذه الاحتفالات التي تقام مع فرق الانشاد والطبول والدفوف مع ضياع المضمون، هل هذا هو الاحتفال الحق نقول لا وألف لا ليت المسلمين اليوم يجددون التزامهم ليكونوا نموذجاً للدنيا كل الدنيا يتباهى العالم باخلاقهم وبفطرتهم، تفرقنا اليوم تمزقنا اليوم، التناحر فيما بيننا اليوم أدى كل ذلك إلى سقوط كلمة مسلم وضياع مفهومها الصادق حتى حوكم الإسلام بصورة المسلمين. وقال: لقد منح الله سيدنا محمد صفاتا وفضائلَ حاز على كمالها، ومن الآداب أرفعها، ومن الأخلاق أزكاها وأنبلها، ومن الشمائل اجمعها وأزكاها، كيف لا وقد قال الله في حقه {وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ}، إن أعظم من جلى لنا صفاته وأخلاقه بعد القرآن هي زوجه الصديقة بنت الصديق حيث أجملت أخلاقه وصفاته، وأظهرت لنا فضائله وآدابه فقالت رضي الله عنها وأرضاها: (كان خلقه القرآن)، نعم لقد ترجم معاني القرآن وآياته إلى واقع عملي ملموس في حياته، ولذلك أمرنا الله أن نقتدي به ونقتفي أثره، ونسلك دربه في هديه وسمته، وسماحته وعفوه، وجوده وكرمه وشجاعته وبطولته، وعبادته وزهده وورعه، وخشيته وخوفه وفي حيائه وعطفه ورحمته، واعتداله ووسطيته، وفي وعظه وخطبه، وفي تعامله مع الناس أجمعين بل وفي شأنه كله. واختتم: نقول للمسلمين عموماً عودوا إلى رسول الله   صلى الله عليه وسلم  الرحمة المهداة فكونوا الأخوة المتحابين كالجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسم بالسهر والحمى، اليوم نبكي على الإسلام بعد ان ضاع ونبكي على المسلمين بعد ان اندثروا وبقى منهم صور، وإذا شئنا ان ندخل في التفاصيل فالأمر مخز ومحزن وهذ للعموم وليس للخصوص، فنقول للمسلمين خاصة جددوا اسلامكم، وعودوا إلى الله صادقين فان الله مع الذين اتقوا والذين هم محزنون.