بيروت - لبنان

اخر الأخبار

2 تشرين الأول 2018 12:04ص مع معاناة الناس من تكاليف المدارس الباهظة: دعوات لمراقبة الأمر... وعلى كل قادر المساهمة والمساعدة

حجم الخط
مع بدء العام الدراسي في كل عام تبدأ الهموم والأزمات تنكب على رؤوس الأهالي وخصوصاً في ظل الأزمة الاقتصادية الخانقة التي ترمي بظلالها على جميع أفراد المجتمع... وفي ظل الدعوات المستمرة التي تحث على طلب العلم لبناء مجتمع صالح مثقف واع، وبان العلم أساسي وعلى الأهل ان يضحوا بكل شيء لتأمين العلم لأولادهم... نجد العثرات والمصاعب تقف سداً منيعاً في وجه الأهل لتأمين العلم النافع لاولادهم تبدأ من ارتفاع الأقساط المدرسية واستغلال العام الدراسي بالنسبة للكتب والقرطاسية... في ظل غياب تام للمؤسسات والجمعيات بمساعدة الطلاب على تلقي العلم...
هذه المنظومة المستمرة كل عام مع بدء العام الدراسي ما هو حلها واين دور الجمعيات الإسلامية في مساعدة الأهل.
هذا ما سنعرضه في تحقيقنا التالي:

آراء النّاس
{ السيد يوسف عيتاني يقول: للأسف الشديد ان موعد بدء العام الدراسي هو موعد للهموم والأزمات، فالاقساط المدرسية والزيادات المستمرة تقصم الظهر، عدا عن غلاء الزي المدرسي الذي يتغيّر تقريباً كل عام وحدث ولا حرج عن الكتاب المدرسي بطبعته الجديدة، وإذا قمنا بمقارنة الطبعة القديمة عن الطبعة الجديدة نجد الاختلاف مثلاً في صورة غلاف الكتاب وفي أرقام الصفحات والدروس.
واضاف: كل هذه المتاعب مع بدء العام الدراسي لا نجد من يساعدنا، فالجمعيات والمؤسسات الإسلامية غائبة عن السمع التي من المفروض ان تكثف جهودها مع بدء العام الدراسي لمساعدة الأهالي في اجتياز الأزمات التي يُعاني منها الجميع مع بداية كل عام.
{ السيدة لمى خداج قالت صرخة عالية نرفعها ولكن لا اذان صاغية ولا معالجات، فالمدارس لا ترحم الأهل باقساطها وزياداتها عدا عن ذلك استغلال دور النشر لموضوع الكتاب المدرسي الذي يتبدل كل عام بعد عام مما يجعلنا لا نستفيد من الكتب لاعطاء الأخوة العام الماضي فنضطر لشراء الكتب الجديدة بالطبعة الجديدة، وماذا أتحدث عن الزي المدرسي والثياب الرياضية وكل ما يتطلبه العام الدراسي.
وهنا يجب على المؤسسات الاجتماعية والخيرية ان تساند الأهالي لاجتياز أزمات العام الدراسي كما تفعل الأرساليات الأجنبية في بعض المدارس.
مزوق
{ وفي  هذا الإطار يتحدث رئيس دائرة الفتاوى الشيخ وسيم المزوق عن الموضوع وكيفية حله قائلاً: يقول حبيبنا محمّد صلى الله عليه وسلم «طلب العلم فريضة على كل مسلم» ويقول ربنا سبحانه وتعالى {يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين اوتوا العلم درجات} العلم الذي يجب ان يحصله المسلم أولاً هو علم الدين خاصة العلوم في الدين للضرورة، ولكن يدخل في ذلك أيضاً العلوم الأخرى فيحصلها فرض كفاية ولذلك يجب علينا ان نوجه من ابنائنا من يتخصص في علم الطب والهندسة والادارة وغيرها من العلوم التي يحتاجها المجتمع اليوم ولنا الأجر في ذلك أن صححنا النية، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «أنما الأعمال بالنيات».
واضاف: وعلى المسلم ان ينوي حين يسجل ابناءه في مدرسة أو في الجامعة ان يكون ابنه أو ابنته من أفراد المجتمع الصالحين العاملين المفيدين للمجتمع كل بحسب اختصاصه، ولذلك على الأب ان يسعى لتسجيل أبنائه في المدرسة أو في الجامعة ولو كانت تابعة للدولة ولم يستطع ان يسجله في المدارس والجامعات الخاصة، لأننا نسأل اليوم في دار الفتوى هل يجب على الأب ان يعلم اولاده أم يكفي ان يؤمن لهم الطعام والشراب والكسوة والمسكن، فنقول من مقاصد الشريعة ان نحافظ على الدين والنفس وهذه الدنيا استخلفنا الله فيها وامرنا بعمارتها ومن وسائل عمارتها اليوم العلم فهو السلاح البناء النافع وليس الهدام فإذا كان الولد لا يستطيع ان يعمل وما زال صغيراً فعلى الأهل ان يتكفلوا بتعليمه.
نعم نواجه اليوم صعوبات في لبنان صعوبات مادية واجتماعية وخاصة فيما يتعلق بالاقساط المدرسية والقرطاسية والكتب التعليمية، ولا بدّ من صرخة عالية تجاه كل المسؤولين سواء في الدولة أم في المدارس أو اللجان التي تكون في المدارس أي لجنة الأهل حيث تتواطأ بعض هذه اللجان مع المدرسة فلا تطالب بحقوق الأولاد التعليمية وخاصة بالنسبة لتخفيض الأقساط واما الكتب، وهنا مصيبة أخرى حيث أصبحت تجارة علنية لا يوجد من يتلطف بالأهل ويقومون زوراً وبهتاناً بتغيير غلاف الكتاب ومقدمة الكتاب ويبقى المضمون كما هو فقط ليشتري هذا الكتاب الجديد بدل ان يتم التخفيف عن الأهل بشراء الكتب المستعملة.
وهنا نقول أين الرقابة من قبل حماية المستهلك أي يشرف على أسعار الكتب والافظع عندما نرى احتكاراً في بيع الكتب حيث يلزم الأهل لشراء الكتب من الدور أو من مكتبة خاصة ولا توجد هذه الكتب في غير هذه الأماكن.
وتساءل: بالله عليكم كيف يستطيع المواطن اللبناني ان يعلم ابناءه اليوم وهو إذا أراد ان يشتري الكتب فقط استهلك راتبه ولا يوجد من يدعم الكتب إلا من رحم الله وإذا تأمنت الكتب يقع في ضائقة مادية بالنسبة للاقساط المدرسية.
البحث عن الحلول
وأوضح قائلاً: هنا نقول يجب علينا ان نجد الحلول لهذه الأزمات والصعوبات التعليمية والدراسية لأننا أصبحنا نجد اولاداً خارج مقاعد الدراسة لأن اهلهم لا يستطعون تسجيلهم في المدارس ومن هذه الحلول ان يتم التكفل بالطلاب الفقراء من قبل الجمعيات الخيرية والإسلامية ونشجع اغنياء المسلمين على ذلك ولو كان هذا الطالب يطلب العلم في المدارس التي ذكرناها أي طلب العلم غير الشرعي لأن العلوم الأخرى هي علوم ملحة أيضاً ويحتاجها المجتمع أيضاً ولنا الأجر في هذه الكفالة لأن هذا الطالب سيصبح فيما بعد باذن الله تعالى شاباً ناجحاً بيده سلاحه الا وهو الشهادة العلمية التي تخوله ان يعمل العمل الحلال ويصبح منتجاً، وربما يزكى أيضاً ويساعد الفقراء، وللأسف الشديد في هذا العام نرى تراجعاً من قبل هذه الجمعيات والهيئات في المساعدة المدرسية والجامعية تأتينا حالات في المسجد من اخوة مصلين يقولون لنا بانهم قصدوا هذه الجمعية أو تلك فلم تساعدهم ويقولون لهم اننا لدينا أعباء أخرى تتعلق بالأمور اما الاستشفائية أو أمور تتعلق بمساعدة الايجارات وغير ذلك ولذلك ذكرنا أهمية كفالة طلاب العلم ولتخصص هذه الجمعيات باباً عندها يتعلق بالأمور الدراسية حيث الأجر الكبير في ذلك، واما الاغنياء أيضاً نقول لهم ان الصدقة ومساعدة المحتاجين والمساكين لا تقتصر فقط على شهر رمضان فنطلب من بعض الميسورين أو الاغنياء ونقول لهم لدينا هذه الحالة تحتاج إلى مساعدة في الدراسة أو الجامعة يأتي الجواب من بعضهم اننا قد ادينا ما علينا في رمضان أي ادينا زكاة المال فنذكرهم بأجر إغاثة الملهوف وتنفيس الكربة حيث قال صلى الله عليه وسلم «من نفس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا نفس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة».
فهذا الفقير الذي لا يستطيع تسجيل أبنائه كم يفرح إذا وجد من يتكفل بتعليمهم ولذلك قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «ان من احب الأعمال إلى الله سرور تدخله إلى قلب المسلم».
ولفت إلى ان الدولة عليها أيضاً ان تتحمل المسؤولية بمراقبة المدارس وما تفرضنه من أقساط مرتفعة وباهظة وان تقوم بدورها بواسطة وزارة التربية فكلنا مسؤولون، قال تعالى: {وقفوهم إنهم مسؤولون}، وقال صلى الله عليه وسلم «كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته» فإذا قام كل فرد بمسؤوليته وأدى ما عليه من الأمانة واستطعنا ان نحقق الكفالة الاجتماعية والحياة الرغيدة لكل النّاس سواء للمسلمين أو غير المسلمين فالكل يُعاني في هذا البلد.