بيروت - لبنان

1 آذار 2018 12:03ص من يتصدّى لانتشار الإلحاد بين صفوف الشباب؟

حجم الخط
إسمحوا لي أن أدخل الموضوع مباشرة فأسأل: 
لماذا يرتمي كثير من الشباب في أحضان الأفكار الفاسدة والالحادية.!؟
ولماذا يجدون فيها ما يريح أفكارهم ويطمئن نفوسهم..؟!
وما سر هذا الانتشار الكبير لظاهرة  الإلحاد في المجتمعات العربية والإسلامية..!؟
أسئلة كثيرة أريد طرحها حول هذا الأمر خاصة في عصرنا المثقل بالهموم والقضايا.
بداية أقول وبصراحة - قد تزعج البعض- أن هؤلاء الشباب بلا أدنى شك ليسوا مجرمين، بل هم ضحايا غرّر بهم وأدخلت في رؤوسهم أفكار خاطئة بعد تم استغلالهم فكريا ونفسيا..
والمشكلة أن أي حوار معهم من قبل البعض (الذي يصنف نفسه ملتزما) تكون نتيجته في الغالب الأعم سلبية، لأن المحاور(بكسر الواو) يدخل من باب الاتهام المباشر وبأسلوب منفر بعيد كل البعد عن الأصول الإسلامية والعلمية التي تدعو إلى استيعاب الناس واحتضانهم لا التهجم عليهم..؟!
والمشكلة الأكبر أن العلاج الجماعي (دعويا وفكريا وثقافيا واجتماعيا) شبه غائب عن مجتمعنا ، وبالتالي يشعر رعاة هؤلاء الشباب المساكين بأنهم «يلعبون» في ساحة ليس فيها غيرهم، بل هم مرتاحون لخلو الساحة من أي مواجهة معهم.
إننا أيها السادة نفقد وبالتدريج زمام الأمور في توعية الشباب، سيما أن الخطاب الدعوي عند الكثير من الناس صار نوعا من التقليد الجاف الذي يبعد أكثر مما يقرب ويسيئ أكثر مما يحسن، بل وأقول أنه في أحيان كثيرة يتخذ من كلامهم ما يثبت نظرية الإلحاد عند الشباب..؟!  
إذن... نحن بحاجة أولا إلى خطة شاملة تعترف بالأخطاء وتعيد إلينا شخصيتنا الإسلامية الراقية التي تحبب الناس في الدين وتقنعهم بعدله ورقيه وتجعل الشباب يقبلون عليه ويفتخرون به..
ونحن بحاجة أيضا إلى احتضان هؤلاء لتعليمهم ولكشف الزيف الذي يزرع في نفوسهم تحت شعارات باطلة ولكنها مزخرفة ومزينة...
وكذلك نحتاج إلى التغلغل بين صفوف الشباب في الجامعات والمعاهد والمدارس والمراكز الرياضية حتى نكون معهم لا عليهم... ننصحهم لا نوبخهم ... ونعلمهم لا نكفرهم... ونظهر لهم حقيقة الصورة الإسلامية السمحاء ثم نرتقي معهم شيئا فشيئا إلى مستوى الرشد الفكري الذي أمر به الإسلام الحنيف.
إن الشباب في بلادنا أيها السادة يعاني من أمرين كل واحد منهما أشد مرارة من الآخر...
مرّ الضياع في أفكار إلحادية تقدم له على طبق من ذهب مزين ومغر...
ومرّ «التخلي» عنه حتى بات لقمة سائغة في فم كل من يريد استغلاله...
وإن لم ننتفض لعلاج الأمرين فنحن أول الخاسرين وأول المحاسبين..!؟