بيروت - لبنان

اخر الأخبار

16 أيلول 2019 12:02ص ميزان الطغيان

حجم الخط
أرسل لي صديق كلمات في بطاقات بواسطة الهاتف.. تحت عنوان «الاختبار الذاتي للفساد».. أحببت أن أنشرها لما فيها من الفوائد.. وفي هذه البطاقات:

- أنك إذا وضعت كمية من السكر أو الحليب في الشاي - وأنت في فندق - أكثر مما تفعل في المنزل، فإن لديك استعدادا للفساد.

- إذا كنت تستخدم المزيد من المناديل الورقية أو الصابون أو العطور، في المطعم أو المكان العام أكثر مما تفعل في المنزل، فإنه إذا أتيحت لك الفرصة للاختلاس فسوف تختلس.

- إذا كنت تقدّم لنفسك المزيد من الطعام الذي يمكنك إلتهامه في الأفراح والـ «بوفيهات» المفتوحة لمجرّد أن شخصاً آخر سيسدّد الفاتورة، فإذا أتيحت لك فرصة أكل المال العام فستفعل.

- إذا كنت تتخطّى الناس عادة في الطوابير، فستكون لديك إمكانية التسلّق على أكتاف غيرك للوصول للسلطة، وإذا اعتبرت ان ما تلتقطه من الشارع من مال وغيره هو حقك فلديك بوادر لصوصية.

- إذا كنت تهتم (عادة) بمعرفة الإسم الأخير بدلاً من الإسم الأول، فأنت عنصري ومن المحتمل أن تساعد أشخاصا لمجرد أصولهم أو ديانتهم أو مذهبهم، وكذلك إذا كان يهمّك الأشخاص لا الفكر والإنجازات.

- إذا أحببت امرأة لمجرد أنها لا تكلّفك شيئا فأنت حتما رخيص، ومن الجائز جدا أن تبيع نفسك لمن يدفع الثمن.

- إذا كنت تتجاوز إرشادات المرور، و لم يكن لديك أي اعتبار لإشارات المرور، فإن لديك استعدادا لكل التجاوزات ولو سقط فيها أبرياء.

وانه إذا كانت لدى الإنسان ميول لممارسة الفساد فإنه حتما سائر إلى الطغيان وأمثلة الطغيان انك تستطيع أن تتحمّل رئيسك في العمل إذا تحدث معك بخشونة أو شيء من التعنيف، حيث ستقبل منه ذلك بنوع من الصبر وسعة الصدر؛ خوفاً من عواقب الرد عليه بالمثل!!

لكنك لن تقبله أبداً من فقير لست بحاجة إليه مطلقاً، وتنظر إليه نظرة دونية، حتى لو كان هذا الانفعال منه؛ بسبب ما يعتقده من دفاع عن حقٍ له!!... لأنك لا تخشى في قرارة نفسك من عواقب قيامك بذلك؛ نظراً لضعفه!!

تستطيع أن تتحمّل زوجتك إذا كنت مقصّراً في أداء واجباتك المنزلية؛ بسبب عجزك المالي.. لكنك لن تقبل منها أبداً أدنى ذرة اعتراض أو امتعاض إذا جرى المال في يديك.

تستطيع أن تبتسم في وجه من ترجو منه منفعةً مادية أو مالية؛ حتى لو لم تكن تطيقه.. لكنك لن تستطيع أن تفعل ذلك أبداً، لو جاءك نفس الشخص في حاجة وأنت الذي تملكها!!

تستطيع أن تؤجّل دينا استدنته من ضعيف، حتى لو كنت تملك القدرة على السداد؛ نظراً لأنك لا تتوقع منه القيام بأي ردّة فعل؛ بسبب عجزه.. لكنك لا تستطيع أن تفعل ذلك أبداً، مع صاحب دين ذي سطوة، ولديه القدرة على استرداد دينه بيده؛ وذلك لأنك سوف تؤثر السلامة؛ وتسدّد له الدين على الفور!!

فابحث عن مساحات الطغيان في نفسك وعالجها قبل فوات الأوان، وتذكّر قول الله تعالى: {كلا إن الإنسان ليطغى أن رآه استغنى}!! فهل رأيتم ميزاناً أدق في وصف حيِّز الطغيان في النفس البشرية من هذا الميزان؟!...