بيروت - لبنان

اخر الأخبار

1 أيار 2020 12:00ص نحن والقرآن في شهر رمضان

حجم الخط
كم جميل أن نقدّم للناس معاني القرآن الكريم من خلال أمثلة يعاينون مظاهرها.. أو من خلال قضايا يعيشون فيها أو يعانون منها أو يشتكون من سلبياتها.. مع شرح وافٍ للآية بناء على امتزاج علم السلف بنتائج تدبّرنا نحن أبناء هذا الجيل..؟!

وهذا الأمر طبعا لا يكون اعتباطا... ولا عشوائيا.. ولا عبثيا.. بحيث يتكلم كل من أراد بكتاب الله تعالى..؟!

بل يحتاج أولا.. إلى إعادة قراءة لمناهج الكليات الشرعية المنتشرة في بلادنا..

ويحتاج ثانيا.. إلى تحقيق عملية الارتقاء للأسس التي اعتمدناها لاختيار طلاب هذه الكليات...

ويحتاج ثالثا.. إلى دقة بالغة في قبول من يقوم بالتدريس في هذه الكليات..

فنحن نريد تفاعلا مع القرآن الكريم بكل حرف من حروفه خاصة في شهر رمضان المبارك، نريد أن نقف عنده ونتأمّل ونتدبّر ونطرح الأسئلة حوله، وقلوبنا في الوقت عينه تدعو الله أن يرزقنا معنى جديدا أو دلالة لطيفة تزيد الناس إيمانا، وهذا طبعا لن يكون أبدا إن ظلّت علاقتنا بكتاب الله علاقة وراثية... لا نقول إلا ما قاله السلف.. ولا نتحدث إلا بما تحدثوا به.. ولا نقبل إلا ما ورد عنه.. بينما كل تفاعل جديد أو حديث في نظرنا هو مرفوض ومتهم..؟!

إن التعامل مع القرآن الكريم وخاصة بعد الأزمات المتلاحقة التي مرّت علينا خلال الأيام الماضية لا يمكن أن يكون تعاملا مع كلمات أو مع معانٍ مجرّدة.. بل هو قبل ذلك تعامل قلوب مع خالقها سبحانه، وتعامل عقول مع المنعم الوهاب عزّ وجلّ، وأي تعامل يفقد نقاء «عاملي القلب والعقل»... لن يقدّم للأمة عطاء قرآنيا ولن يكون إلا دخيلا عليها..؟!

فيا ليتنا نعمل من الآن بكل الأسس الحضارية الراقية التي تمهّد الأرض في بلادنا ليكون عندنا في المستقبل القريب... قلوب صافية وعقول نقيّة.. تقرأ كتاب الله بقراءة جديدة... فتفيد الأمة وتقدّم للبلاد ما يجعلها كما أراد الحق سبحانه... خير أمة أخرجت للناس..؟!