بيروت - لبنان

اخر الأخبار

24 أيار 2018 12:04ص نحن والقرآن في شهر رمضان

حجم الخط
لقد اختار الله سبحانه وتعالى شهر رمضان من بين سائر الشهور بإنزال القرآن فيه، ولهذه الخاصية كان جِبْرِيل يعارض النبي  صلى الله عليه وسلم  القرآن في رمضان كل سنة مرة، فلما كان العام الذي توفِّي فيه عارضه مرتين، ولقد قرن النبي  صلى الله عليه وسلم  بين الصيام والقرآن فقال  صلى الله عليه وسلم : (الصيام والقرآن يشفعان للعبد يوم القيامة، يقول الصيام أي رب منعته الطعام والشهوات بالنهار فشفعني فيه، ويقول القرآن منعته النوم بالليل فشفعني فيه فيشفعان).
فكلما أكثر المسلم من تلاوة القرآن كان له نصيب وافر من شفاعته يوم القيامة فقد قال النبي  صلى الله عليه وسلم : (اقرؤوا القران فانه يأتي يوم القيامة شفيعا لأصحابه).
لقد بث رسولنا  صلى الله عليه وسلم  شكواه إلى ربه بسبب إعراض قومه عن القرآن فقال: {وقال الرسولُ يارب إن قومي اتخذوا هذا القرأنَ مهجُورًا} [سورة الفرقان: 30].
 فماذا نقول لرسول الله  صلى الله عليه وسلم  إن سألنا عن سبب هجرنا للقرآن، إننا هجرنا القرآن هجرًا غير جميل، فكم من المسلمين قد صمّوا الآذان عن سماع آياته؟ 
فليحرص كل واحد منا على تلاوة القرآن في هذا الشهر بتدبر وحضور قلب، واجعل لك ورداً يوميًّا لا تفرط فيه، ولو رتبت لنفسك قراءة بعد كل صلاة لحصَّلت خيراً عظيماً، ولا تنس أن تجعل لبيتك وأهلك وأولادك نصيباً من ذلك.
فالقرآن الكريم في الحقيقة: ليس مجرّدَ السُّوَر والآيات الّتي نقرؤها أو نسمعُها، فذلك هو الظّاهرُ الّذي يبدو لنا منه، والذي إذا أحكمناه تلاوةً وتدبُّراً، رفع اللهُ درجتنا وأعلى مرتبتنا، وجعلنا في مقام المناجاةِ له سبحانه وتعالى، والفهم منه، والتّعلّم عنه، والتّعرُّضِ لرحمته ونوره، وأن نحسن التعامل معه وأن نشجع أولادنا على حفظه وتلاوته، حتى يصعد القرآن للخالق ويدعو لنا, فيقول اللهم احفظهم كما حفظوني, وأكرمهم كما أكرموني, وشرفهم كما شرفوني, وشفعني فيهم يوم القيامة.

الشيخ محمد خانجي