بيروت - لبنان

اخر الأخبار

22 تشرين الأول 2018 12:02ص ندعو لأنفسنا... او على عدونا

حجم الخط
فتحت قفل شاشة هاتفي المحمول .. لأجد على إحدى وسائط التواصل الاجتماعي رسالة... ترقم مقالة للكاتب التونسي الدكتور «شكري الدبابي» انقلها كما هي نظرا لدلالاتها الدينية والإجتماعية وعنوانها فوق كل الخطوط الحمراء «ماذا لو»??
أكثر من ألف عام, ونحن نرفع ايدينا في المساجد ونطلب منه: اللهم دمر, اللهم مزق, اللهم شتت, اللهم احرق.. الخ ولم يستجب, فلماذا؟
لأننا أغبياء ونظن ان الله يكرههم ونظن أن الله ربنا نحن فقط ويحبنا نحن فقط ولم ننتبه ان الله هو ربهم ايضا ولا يريد لهم العذاب ولا الدمار . فكما خلقنا وأحبنا, هو أيضا خلقهم ويحبهم ولن يحرق ويدمر ويشتتهم من اجلنا.
أكثر من ألف عام ولا زلنا لم نفهم ولا نزال مصرين أنه لن يستجيب.
ماذا لو إستبدلنا اللهم دمر ومزق بهذا الدعاء: اللهم نمِّ فينا ملكة النقد الذاتي والإجتهاد في العمل والتعلم. 
اللهم أبعد عنا روح التقليد وأزرع فينا روح الإبتكار.
اللهم علمنا إحترام الوقت والثقة بالإنسان والرحمة بالناس وتقدير المراة والشغف بالعلم والبحث العلمي وعشق الكتاب.
اللهم ارحمنا من نار التعصب وألهمنا روح التسامح.
اللهم حررنا من الجمود العقلي وعلمنا ترقية عقولنا وألا نخاف من العلم.
اللهم علمنا النظافة وروح الجمال ودقة المواعيد وإتقان العمل والذوق الرفيع فى قيادة السيارات.
اللهم علمنا أن نحافظ على بيئتنا نظيفة من التلوث.
اللهم علمنا الأناقة فى كل عمل وحسن الأداء والألفاظ الكريمة والتعامل بإحترام مع كل البشر والوفاء بالتزاماتنا وديوننا فى مواعيدها.
اللهم حبب إلينا الحوار وفن الإصغاء والصبر على مخالفينا فى الأفكار.
اللهم علمنا ألا نطلق أحكام التكفير والزندقة على الناس وحبب إلينا الإختلافات والتعددية.
اللهم حبب إلينا زراعة الورد والعناية بالشجر واحترام القانون والنظام وكراهية الفوضى والتسيب الوظيفي.
اللهم ازرع فينا روح السلام وأبعد عنا روح العنف وعقلية التآمر.
اللهم إمنحنا قدرة ضبط النفس عند شدة الانفعال ونار الغضب وعدم الإنقياد خلف الدعوات للعنف والكراهية والتطرف. 
اللهم ساعدنا وألهمنا الصبر وصلابة الإرادة لنغير ما بأنفسنا ونسعى بجدية وعزيمة لتحقيق كل هذه الأحلام والأمنيات.
ماذا لو رفعنا ايدينا في المساجد ندعو بهذا بدل طلب الدمار والهلاك للناس??
وأضيف الى هذا الدعاء ما دعاه النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم عندما طلب الصحابة ان يدعو على قبيلة دوس التي تعنتت ولم تعلن إسلامها فرفع يديه الى السماء وغطى الصحابة وجوههم من هول العذاب الذي سيصيب دوسا فقال النبي: «اللهم اهد دوساً وائت بهم».
    الشيخ عباس محمد العرب